التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب كم غزا النبي؟

          ░89▒ (بَابُ: كَمْ غَزَا النَّبِيُّ صلعم؟)
          4471- ذكرَ فيه حديثَ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: (سَأَلْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ: كَمْ غَزَوْتَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلعم، قَالَ: سَبْعَ عَشْرَةَ، قُلْتُ: كَمْ غَزَا النَّبِيُّ صلعم؟ قَالَ: تِسْعَ عَشْرَةَ).
          4472- وحديثَ أبي إسحاق: (حدَّثَنا البَرَاءُ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلعم خَمْسَ عَشْرَةَ).
          4473- وحديثَ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: غَزَا مَعَ النَّبيِّ صلعم سِتَّ عَشْرَةَ.
          حديثُ زيدِ بنِ أَرْقَم سلفَ أوَّل المغازي [خ¦3949]، وحديثُ بُرَيدة أخرجَه عن أحمد بن الحسن، وهو ابن جُنَيدبٍ التِّرْمِذيُّ الحافظُ، مِنْ أفرادِه، وحديثُ البراء أسلفتُه هناك.
          خاتمةٌ نختم بها ما ذكره البُخَاريُّ:
          روى ابن سعدٍ في «طبقاته» بإسنادٍ جيِّدٍ عن أنسٍ ☺: كانت عامَّةُ وصيَّةِ رَسُولِ الله صلعم حينَ حضرَه الموت: ((الصَّلاةَ وَمَا مَلَكتْ أَيْمَانُكُم))، حتَّى جعل يُغرغرُ بها في صَدْره، وما كادَ يُفصِحُ بها لسانُه، وعن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة: آخرُ ما عهد به صلعم أنَّه أوصى بالرَّهاويِّين، وجعل يقول: ((إنْ بَقِيتُ لَا أدعُ بجزيرةِ العَرَبِ دِينَينِ))، وفي حديث عليِّ بن عبد الله بن عبَّاسٍ: أوصى بالدَّوسيِّينَ والدَّاريِّينَ والرَّهاويِّينَ خيرًا، وعن جابرٍ ☺: أوصى قبلَ موتِه بثلاثٍ: ((أَلَا لَا يموتنَّ أحدُكُم إلَّا وهو يُحسِنُ الظَّنَّ بالله))، وأخرجَه مسلمٌ أيضًا، وفي «مسند أحمد» مِنْ حديث أبي عُبَيْدة بن الجرَّاح: آخرُ ما تكلَّم به رَسُولُ الله صلعم: ((أَخْرِجوا يهودَ الحِجَازِ وأهلَ نَجْرَانَ مِنْ جزيرةِ العَرَبِ))، وفي «الإكليل»: ((اليهودَ والنَّصارى مِنَ الحِجَاز))، وروى سليمان بن طَرْخان: آخرُ ما تكلَّم به: ((جَلَالُ رَبِّي الرَّفيعِ، فَقَدْ بَلَّغَتْ)).