التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب غزوة زيد بن حارثة

          ░42▒ (بَابُ: غَزْوَةِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ)
          4250- ذكر فيه حديثَ ابن عُمَرَ ☻: (أَمَّرَ رَسُولُ اللهِ صلعم أُسَامَةَ عَلَى قَوْمٍ، فَطَعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ...) الحديث.
          سلف في مناقبه، أعني: زيدَ بن حارثة [خ¦3730].
          فصلٌ: بعد خيبر وادي القرى في جمادى الآخرة سنة سبعٍ، افتتحها عَنوةً وقسمَها كما قال أبو عمر، وأمَّا ابنُ إسحاقَ فذكر أنَّهُ صلعم حاصر أهلَها ليالي ثُمَّ انصرفَ راجعًا إلى المدينة، وفيها أُصِيب غلامُه صلعم مِدْعَمٌ، أصابَهُ سَهمٌ غَرْبٌ فقتلَه، وقد أسلف البُخَاريُّ ذلك مِنْ حديث أبي هريرة واضحًا، قال البَلاذُريُّ: ولمَّا بلغ أهل تَيْماءَ ما وطئ به رَسُول الله صلعم أهل وادي القرى، صالحوه على الجزية، فأقاموا ببلادهم وأرضُهم في أيديهم، وولَّاها رَسُولُ الله صلعم يزيد بن أبي سفيان، وكان إسلامُه يوم فتحها، وروي عن عمر بن عبد العزيز أنَّ عمر أجلى أهل فَدَك وتيماء وخيبر.
          قال ابن سعدٍ عطفًا على غزوة خيبر: ثُمَّ سريَّة عمر بن الخطَّاب إلى تَرَبَة في شعبان سنة سبعٍ مِنَ الهجرة، على مثال عَرَبَةٍ، ذكره الحازميُّ، وقال: بقُرب مكَّة على مسافة يومين منها، وذكرَه ابنُ سِيْدَهْ أيضًا، قال: وبسكون الرَّاء موضعٌ مِنْ بلاد بني عامر بن مالكٍ، ثُمَّ سريَّة الصِّدِّيق إلى بني كلابٍ بنجدٍ بناحية ضَرِيَّة في شعبان سنة سبعٍ، ثُمَّ سريَّةُ بشير بن سعدٍ الأنصاريِّ إلى فَدَكَ في شعبان أيضًا، ثُمَّ سريَّةُ غالب بن عبد الله اللَّيثيِّ إلى المَيْفَعَة في رمضان وهو وراء بطن نخلٍ، وبوَّب عليها البُخَاريُّ فيما سيأتي باب: بعثه ◙ أسامة بن زيد إلى الحُرُقَاتِ مِنْ جُهَينة [خ¦4269]، ثُمَّ سريَّة بشير بن سعدٍ الأنصاريِّ إلى يمن وجُبَار في شوَّالٍ _كما قال ابنُ سعدٍ_ ثُمَّ عُمْرة القضاء، وستأتي.
          فصلٌ: استُشِهد بخيبر جماعةٌ مِنْ قريشٍ: رَبِيعة بن أَكْثَم، وَرِفَاعَةُ بْنُ مَسْرُوحٍ مِنْ بني الأسد، ومِنَ الأنصار وغيرهم، وذكرَهم ابنُ سعدٍ خمسةَ عشرَ، وزاد غيرُه على ذلك، وقُتِلَ مِنَ اليهود ثلاثةٌ وتسعون رجلًا.
          فائدةٌ: ذكرَ ابنُ إسحاق بإسناده عن عمرٍو أنَّهُ صلعم لمَّا أشرفَ على خيبرَ قال لأصحابه وأنا فيهم: ((قِفُوا))، ثُمَّ قال: ((اللَّهمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَمَا أَظْلَلْنَ وَرَبَّ الْأَرَضِينَ وَمَا أَقَلَلْنَ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضَلَلْنَ، وَرَبَّ الرِّيَاحِ وَمَا ذَرَيْنَ فَإِنَّا نَسْأَلُكَ مِن خَيْرِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ وَخَيْرِ أَهْلِهَا وَخَيْرِ مَا فِيهَا، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّها وشرِّ أَهْلِها وشرِّ مَا فِيْها، أَقَدِمُوا بِاسْمِ اللهِ))، قال: وكان يقولُها لكلِّ قريةٍ دخلها.