التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب قول الله تعالى: {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان}

          ░19▒ بَابُ: قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: ({إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ...}) إلى قوله: ({إِنَّ اللهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [آل عمران:155]).
          معنى: (اسْتَزَلَّهُمُ) استدعى أنْ يُوَلُّوا، كما يُقالُ: استعجلتُه أي استدعيتُ أن يُعجِّل.
          وقوله: ({بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا}) رُوي أنَّ الشَّيطانَ ذكَّرهم خطاياهم، فكرهوا القتلَ قبل التَّوبة، ولم يكرهوا القتلَ معاندةً ولا نِفاقًا، فعفى الله عنهم، ويومَ الجمعان يومُ أُحُدٍ.
          وقوله: {يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} [الأنفال:41] هو يوم بدرٍ.
          4066- ثُمَّ ساق البُخَاريُّ حديثَ أبي حمزة _بالحاء المهملة والزَّاي_ وهو مُحمَّد بن مَيمون المَرْوَزِيُّ السُّكَّريُّ لحلاوةِ كلامِه أو لحملِه له في كُمِّهِ: عن عُثْمَانَ بْنِ مَوْهَبٍ عن رجلٍ عن ابنِ عُمَرَ في فِرَارِ عثمان ☺ يَوْمَ أُحُدٍ، وَتَغَيُّبِهِ يوم بَدْرٍ، والجوابِ عن ذلك، وكذا عن غيبتِه عَنْ بَيْعَةِ الرِّضوان.
          وقد سلف في ترجمة عثمان بطوله [خ¦3698]، قال الدَّاوُديُّ: قوله: (تَغَيَّبَ عَنْ بَدْرٍ) خطأٌ، إنَّما يُقال: تغيَّب لِمَنْ تعمَّد التَّخلُّف، وأمَّا مَنْ تخلَّف لعُذرٍ فلا يُقالُ: تغيَّبَ، وفيه نظرٌ، فلا مانع مِنْ أن يُقال: تغيَّبَ لعُذرٍ، وإنَّما يمتنع أن يُقال: تغيَّب لِمَنْ غاب ساهيًا.