التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب قصة عكل وعرينة

          ░36▒ (بَابُ: قِصَّةِ عُكْلٍ وَعُرَيْنَةَ)
          (عُكْلٍ) بضمِّ العين المهملة وسكون الكاف: أَمَةٌ حَضَنت ولد عوف بن وائل بن قيس بن عوف بن عبد مَناة بن أدِّ بن طابخة، فغلبت عليهم ونُسِبوا إليها، و(عُرَيْنَةُ) بضمِّ أوَّله ابن النذير بن قَسْرٍ، واسمُه مالكٌ، بطنٌ مِنْ بَجِيلة.
          4192- ثُمَّ ساق البُخَاريُّ حديث قَتَادَةَ: (أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ أَنَّ نَاسًا مِنْ عُكْلٍ وَعُرَيْنَةَ قَدِمُوا المَدِينَةَ...) فذكر الحديث بطوله.
          وسلف في الطَّهارة والجهاد والزَّكاة أيضًا، أخرجه هنا مِنْ حديث سعيدٍ عن قتادة، عن أنسٍ كما ذكرناه، ورُوي بعده: مِنْ عُرينة، وروي أيضًا: مِنْ عُكْلٍ، كلُّ واحدٍ بمفرده.
          ومعنى (اسْتَوْخَمُوا) لم يوافقهم، قال ابن فارسٍ: الوَخْم: الوبأ مِنَ الشَّيء، واستوخمتُ البلد، وبلدٌ وَخِمٌ ووَخِيمٌ إذا لم يوافق ساكنه، ورجلٌ وَخِمٌ ووَخِيمٌ، أي ثقيلٌ، واشتقاقُ التُّخْمةِ منه، و(الذَوْدَ) مِنَ الثَّلاثة إلى العشرة، وقال الدَّاوُديُّ: هو القطيع مِنَ الإبل، وقيل للواحد: ذَوْدٌ، و(الحَرَّةِ) أرضٌ تركبُها حجارةٌ سُودٌ.
          وقوله: (فَسَمَرُوا أَعْيُنَهُمْ) أي أحمَوا المسامير ففقؤوا بها أعينهم، وقول قتادةَ / في النَّهي عن المُثْلة، كأنَّهُ ذهب إلى أنَّ المُحارِبَ لا يُمثَّلُ به، وهي في القرآن في آية المحاربة، والنَّهي عن المُثْلة إذا كانت عينًا أو في حقِّ مَنْ وجب له قبل فلا يُمثَّل، والمُثلَة عند ابن فارسٍ إذا جُدِعَ القتيل، وقال الهَرَويُّ {الْمَثُلَاتُ} [الرعد:6]: العقوبات، فمَنْ قال في الواحد: مُثلةٌ، قال في الجمع: الْمُثُلَاتُ، ومَنْ قال: مَثُلةٌ قال: مَثُلاتٌ ومُثْلاتٌ، قيل: إنَّما مثَّل بهم لأنَّهم فعلوا مثل ذلك.
          4193- و(أَبُو رَجَاءٍ مَوْلَى أَبِي قِلَابَةَ) اسمُه سلمان.