التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب دخول النبي من أعلى مكة

          ░49▒ (بَابُ: دُخُول النَّبِيِّ صلعم مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ)
          4289- (وَقَالَ اللَّيْثُ: حدَّثَني يُونُسُ أَخْبَرَنِي نَافِعٌ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم أَقْبَلَ يَوْمَ الفَتْحِ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، مُرْدِفًا أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَمَعَهُ بِلاَلٌ، وَعُثمانُ بْنُ طَلْحَةَ مِنَ الحَجَبَةِ...) فذكر الحديث في صلاتِه ◙ فيها، (قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَنَسِيْتُ أَنْ أسْأَلَهُ: كَمْ صَلَّى مِنْ سَجْدَةٍ).
          4290- ثُمَّ ساق مِنْ حديث هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عن عَائِشَةَ ♦: أَنَّه صلعم (دَخَلَ عَامَ الفَتْحِ مِنْ كَدَاءٍ الَّتِي بِأَعْلَى مَكَّةَ. تَابَعَهُ أَبُو أُسَامَةَ وَوُهَيْبٌ فِي كَدَاءٍ).
          4291- ثُمَّ ساقه عن أبي أُسَامَةَ: عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ أنَّه صلعم دَخَلَ (عَامَ الفَتْحِ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ مِنْ كَدَاءٍ).
          هذا الباب سلف واضحًا في الحجِّ [خ¦1577]، وبيان الاختلاف في كَداءٍ وكُدًى، وأنَّ الصَّوابَ أنَّ الفتحَ للعُليا، وأنَّ الضَّمَّ للسُّفلى، قال القاضي عِياضٌ: كَدَاء، وكُدَى، وكُديٌّ، جاءت في أحاديث: الحجِّ والجهاد وفتح مكَّة وغير موضعٍ، واختلفت الرِّوايات والتَّفسير فيها.
          (كَدَاء) مفتوحٌ ممدودٌ غير مصروفٍ بأعلى مكَّة: ثنيَّةٌ، وقال الخليل وغيره: يعني كما تقدَّم، و(كُديٌّ) بالضَّمِّ مشدَّدُ الياء: جبلان قرب مكة، الأعلى منهما هو الممدود، وقال غيره: كُدًى مقصورٌ منوَّنٌ مضمومٌ: الَّذي بأسلفها، والمشدَّدة لِمَنْ خرج إلى اليمن وليس مِنْ طريقه صلعم في شيءٍ، وقد سلف واضحًا، فلا حاجة إلى إعادته، وقد سلف السِّرُّ فيه أيضًا.