التوضيح لشرح الجامع البخاري

قصة دوس والطفيل بن عمرو الدوسي

          ░75▒ (قِصَّةُ دَوْسٍ وَالطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الدَّوْسِيِّ)
          4392- ذكر فيه حديثَ أبي هُرَيْرَةَ ☺: (جَاءَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو إلى النَّبِيِّ صلعم فَقَالَ: إِنَّ دَوْسًا قَدْ هَلَكَتْ، عَصَتْ وَأَبَتْ، فَادْعُ اللهَ عَلَيْهِمْ، قَالَ: اللهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَأْتِ بِهِمْ).
          4393- وحديثَه أيضًا قال: (لَمَّا قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ الله صلعم قُلْتُ فِي الطَّرِيقِ:
يَا لَيْلَةً مِنْ طُولِهَا وَعَنَائِهَا                     عَلَى أَنَّهَا مِنْ دَارَةِ الكُفْرِ نَجَّتِ
          وَأَبَقَ غُلاَمٌ لِي فِي الطَّرِيقِ، فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلى رَسُول الله فَبَايَعْتُهُ، فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ إِذْ طَلَعَ الغُلاَمُ، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صلعم: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، هذا غُلاَمُكَ؟ فَقُلْتُ: هُوَ لِوَجْهِ اللهِ، فَأَعْتَقْتُهُ).
          ادَّعى الدَّاوُديُّ أنَّ قوله: (هَلَكَتْ) ليس بمحفوظٍ، إنَّما قال: (عَصَتْ وَأَبَتْ) وفيه بُعدٌ.
          وقوله: (اللهُمَّ اهْدِ دَوْسًا) فيه حرصُه ◙ على مَنْ أسلم على يديه.
          وقوله: (وَأَبَقَ غُلاَمٌ لِي) ادَّعى ابن التِّيْنِ أنَّهُ وَهْمٌ، وإنَّما ضلَّ كلُّ واحدٍ منهما مِنْ صاحبه، ولا دليل له على ذلك.
          وقوله: (هَذَا غُلَامُكَ) لعلَّهُ أن يكون عرفه بالصِّفة مِنْ أبي هريرة، أو تفرَّس في قصدِه في ممشاه وممشى أبي هريرة.