التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب الشاة التي سمت للنبي بخيبر

          ░41▒ (بَابُ: الشَّاةِ الَّتِي سُمَّتْ لِلنَّبِيِّ صلعم بِخَيْبَرَ
          رَوَاهُ عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ ♦ عَنِ النَّبِيِّ صلعم).
          4249- ثُمَّ ساق حديثَ أبي هُرَيْرَةَ ☺ قَالَ: (لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلعم شَاةٌ فِيهَا سُمٌّ).
          الشَّرح: المرأةُ التي سمَّتْه في الذِّراع وأكلَ منها رَسُولُ الله صلعم وبشرُ بن البراء بن مَعرورٍ اسمُها زينبُ بنت الحارث بن سلَام، وقيل: هي أُخت مَرْحَبٍ اليهوديِّ، واختُلِف هل قَتَلَها وصَلَبها أو صفحَ عنها؟ وقد يجمع بينهما بأنَّه صفح عنها لنفسه أوَّلًا، فلمَّا مات بِشْرٌ مِنْ تلك الأكلة قتلها، وذَلِكَ أنَّ بشرًا لم يزل مُعتلًّا مِنْ تلك الأكلة حتَّى مات بعد حولٍ. /
          وروى معمرٌ في «جامعه» عن الزُّهْريِّ أنَّها أسلمتْ فتركَها صلعم، قال معمرٌ: هكذا قال الزُّهْريُّ: أسلَمَتْ، والنَّاس يقولون: قتلها، وأنَّها لم تسلم، وفي «جامع معمرٍ» أيضًا أنَّ أمَّ بشر بن البراء قالت للنَّبيِّ صلعم في المرض الَّذي مات فيه: ما تتَّهم يا رَسُولَ اللهِ، فإنِّي لا أتَّهم إلَّا الأكلةَ الَّتي أكلها معك بشرٌ بخيبر، فقال: ((وَأَنَا لَا أتَّهِمَ بنفسِي إلَّا تلِكَ، فَهَذا أَوانُ قَطَعَتْ أَبْهَري)) والأَبْهَرُ: عِرقُ مستبطن القلب، وفي روايةٍ أنَّه صلعم قال عند موته: ((ما زالتْ أكلةُ خَيْبر تُعَادني _أي تُعاودني وتعتادني المرَّة بعد المرَّة_ فَهَذا أوانُ قَطَعَتْ أَبْهَرِي))، وكان ينفث منها مثل الزَّبيب، قال الشَّاعر:
أُلاقِي في تذكُّرِ آلِ سَلْمَى                     كما يَلْقَى السَّليمُ مِنَ العَدادِ
          فائدةٌ:
          السُّـَِمُّ: مثلَّث السِّين.