-
المقدمة
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله
-
كتاب الإيمان
-
كتاب العلم
-
كتاب الوضوء
-
كتاب الغسل
-
كتاب الحيض
-
باب التيمم
-
كتاب الصلاة
-
→كتاب مواقيت الصلاة←
-
→كتاب الأذان←
-
باب فرض الجمعة
-
باب صلاة الخوف
-
باب في العيدين وتجمل فيه
-
باب ما جاء في الوتر
-
كتاب الاستسقاء
-
باب الصلاة في الكسوف الشمس
-
باب ما جاء في سجود القرآن وسنتها
-
أبواب تقصير الصلاة
-
باب التهجد بالليل
-
باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة
-
باب استعانة اليد في الصلاة
-
باب في السهو إذا قام من ركعتي الفرض
-
كتاب الجنائز
-
باب وجوب الزكاة
-
فرض صدقة الفطر
-
كتاب الحج
-
أبواب العمرة
-
باب المحصر وجزاء الصيد
-
باب جزاء الصيد
-
فضائل المدينة
-
كتاب الصوم
-
كتاب صلاة التراويح
-
أبواب الاعتكاف
-
كتاب البيوع
-
كتاب السلم
-
كتاب الشفعة
-
كتاب الإجارات
-
كتاب الحوالة
-
كتاب الكفالة
-
كتاب الوكالة
-
كتاب المزارعة
-
باب في الشرب
-
كتاب الاستقراض
-
باب ما يذكر في الإشخاص والملازمة والخصومة
-
باب في اللقطة وإذا أخبره رب اللقطة بالعلامة
-
كتاب المظالم والغضب
-
كتاب الشركة
-
كتاب الرهن
-
كتاب العتق
-
كتاب المكاتب
-
كتاب الهبة
-
كتاب العارية
-
كتاب الشهادات
-
كتاب الصلح
-
كتاب الشروط
-
كتاب الوصايا
-
كتاب الجهاد والسير
-
كتاب الخمس
-
كتاب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب
-
كتاب بدء الخلق
-
كتاب الأنبياء
-
كتاب المناقب
-
باب فضائل أصحاب النبي
-
باب مناقب الانصار
-
كتاب المغازي
-
باب غزوة العشيرة
-
باب ذكر النبي من يقتل ببدر
-
باب قصة غزوة بدر
-
باب قول الله تعالى: {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم}
-
باب في فضل من شهد بدرًا
-
باب عدة أصحاب بدر
-
باب دعاء النبي على كفار قريش
-
باب قتل أبي جهل
-
باب فضل من شهد بدرًا
-
باب
-
باب شهود الملائكة بدرًا
-
باب
-
باب تسمية من سمي من أهل بدر
-
باب حديث بنى النضير
-
باب قتل كعب بن الأشرف
-
باب قتل أبي رافع عبد الله بن أبي الحقيق
-
باب غزوة أحد
-
باب: {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما}
-
باب قول الله تعالى: {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان}
-
باب: {إذ تصعدون ولا تلوون على أحد}
-
باب: {ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنةً نعاسًا يغشى طائفةً منكم}
-
باب: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم}
-
باب ذكر أم سليط
-
باب قتل حمزة
-
باب ما لقي النبي من الجراح يوم أحد
-
باب
-
باب: {الذين استجابوا لله والرسول}
-
باب من قتل من المسلمين يوم أحد
-
باب: أحد يحبنا
-
باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة
-
باب غزوة الخندق
-
باب مرجع النبي من الأحزاب ومخرجه إلى بنى قريظة ومحاصرته إياهم
-
باب غزوة ذات الرقاع
-
باب غزوة بني المصطلق من خزاعة
-
باب غزوة أنمار
-
باب حديث الإفك
-
باب غزوة الحديبية
-
باب قصة عكل وعرينة
-
باب غزوة ذات القرد
-
باب غزوة خيبر
-
باب استعمال النبي على أهل خيبر
-
باب معاملة النبي أهل خيبر
-
باب الشاة التي سمت للنبي بخيبر
-
باب غزوة زيد بن حارثة
-
باب عمرة القضاء
-
باب غزوة مؤتة من أرض الشام
-
باب بعث النبي أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة
-
باب غزوة الفتح وما بعث حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة
-
باب غزوة الفتح في رمضان
-
باب أين ركز النبي الراية يوم الفتح
-
باب دخول النبي من أعلى مكة
-
باب منزل النبي يوم الفتح
-
باب
-
باب مقام النبي بمكة زمن الفتح
-
باب
-
باب قول الله تعالى: {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم}
-
باب غزاة أوطاس
-
باب غزوة الطائف
-
باب السرية التي قبل نجد
-
باب بعث النبي خالد بن الوليد إلى بنى جذيمة
-
سرية عبد الله بن حذافة السهمي وعلقمة بن مجزز المدلجي
-
باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع
-
بعث علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد إلى اليمن قبل حجة الوداع
-
باب غزوة ذي الخلصة
-
باب غزوة ذات السلاسل
-
باب ذهاب جرير إلى اليمن
-
باب غزوة سيف البحر
-
حج أبي بكر بالناس في سنة تسع
-
باب وفد بني تميم
-
باب
-
باب وفد عبد القيس
-
باب وفد بني حنيفة وحديث ثمامة بن أثال
-
قصة الأسود العنسي
-
قصة أهل نجران
-
باب قصة عمان والبحرين
-
باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن
-
قصة دوس والطفيل بن عمرو الدوسي
-
باب قصة وفد طيء وحديث عدي بن حاتم
-
باب حجة الوداع
-
باب غزوة تبوك
-
حديث كعب بن مالك
-
باب نزول النبي الحجر
-
باب
-
باب كتاب النبي إلى كسرى وقيصر
-
باب مرض النبي ووفاته
-
باب وصية النبي
-
باب آخر ما تكلم النبي
-
باب وفاة النبي
-
باب
-
باب بعث النبي أسامة بن زيد في مرضه الذي توفي فيه
-
باب
-
باب كم غزا النبي؟
-
باب غزوة العشيرة
-
كتاب التفسير
-
كتاب فضائل القرآن
-
كتاب النكاح
-
كتاب الرضاع
-
كتاب الطلاق
-
كتاب النفقات
-
كتاب الأطعمة
-
كتاب العقيقة
-
كتاب الذبائح والصيد
-
كتاب الأضاحي
-
كتاب الأشربة
-
[كتاب المرضى]
-
كتاب الطب
-
كتاب اللباس
-
كتاب الأدب
-
كتاب الاستئذان
-
كتاب الدعوات
-
[كتاب الرقاق]
-
[كتاب القدر]
-
كتاب الأيمان والنذور
-
باب كفارات الأيمان
-
كتاب الفرائض
-
كتاب الحدود
-
كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة
-
كتاب الديات
-
كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
-
كتاب الإكراه
-
كتاب الحيل
-
كتاب التعبير
-
كتاب الفتن
-
كتاب الأحكام
-
كتاب التمني
-
كتاب أخبار الآحاد
-
كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة
-
كتاب التوحيد
░13▒ (بَابُ: تَسْمِيَةِ مَنْ سُمِّيَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ فِي الجَامِعِ
النَّبِيُّ صلعم مُحَمِّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الهَاشِمِيُّ، عبدُ اللهِ بن عثمانَ أبو بَكْر الصِّدِّيق القُرَشيُّ، عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ العَدَويُّ، عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانٍ القُرَشِيُّ خَلِيْفَة النَّبيُّ صلعم عَلَى ابْنَتِهِ، وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ، عليُّ بن أَبِي طَالِب الهَاشِمِيُّ، إِيَاسُ بْنُ الْبُكَيْرِ، بِلاَلُ بْنُ رَبَاحٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ القُرَشِيُّ، حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهَاشِمِيُّ، حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ حَلِيفٌ لِقُرَيْشٍ، أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ القُرَشِيُّ، حَارِثَةُ بْنُ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيُّ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ وَهْو حَارِثَةُ بْنُ سُرَاقَةَ كَانَ فِي النَّظَّارَةِ، خُبَيْبُ بْنُ عَدِيٍّ الأَنْصَارِيُّ، خُنَيْسُ بْنُ حُذَافَةَ السَّهْمِيُّ، رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعٍ الأَنْصَارِيُّ، رِفَاعَةُ بْنُ عَبْدِ المُنْذِرِ أَبُو لُبَابَةَ الأَنْصَارِيُّ، الزُّبَيْرُ بْنُ العَوَّامِ القُرَشِيُّ، زَيْدُ بْنُ سَهْلٍ، أبو طَلْحَةَ الأَنْصَارِيُّ، أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ الزُّهْريُّ، سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ القُرَشِيُّ، سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ القُرَشِيُّ، سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ الأَنْصَارِيُّ، ظُهَيْرُ بْنُ رَافِعٍ الأَنْصَارِيُّ وَأَخُوهُ، عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ الهُذَلِيُّ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ الزُّهْريُّ، عُبَيْدَةُ بْنُ الحَارِثِ القُرَشِيُّ، عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ الأَنْصَارِيُّ، عَمْرُو بْنُ عَوْفٍ حَلِيفُ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ، عَامِرٌ بْنُ رَبِيعَةَ العَنَزِيُّ العَدَوِيُّ، عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ، عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ الأَنْصَارِيُّ، عِتْبَانُ بْنُ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ، قُدَامَةُ بْنُ مَظْعُونٍ، قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ الأَنْصَارِيُّ، مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الجَمُوحِ، مُعَوِّذُ بن عَفْرَاءَ وَأَخُوهُ، مَالِكُ بْنُ رَبِيعَةَ أَبُو أُسَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، مِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ المُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، مُرَارَةُ بْنُ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيُّ، مَعْنُ بْنُ عَدِيٍّ الأَنْصَارِيُّ، مِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو الكِنْدِيُّ حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ، هِلاَلُ بْنُ أُمَيَّةَ الواقفيُّ.
هذا آخر ما ذكره البخاريُّ، وما ذكرَه في خُبيب بن عديٍّ قد سلف الاعتراض في مقتله، وإنَّما هو خُبيب بن يساف، فراجِعْه، ويُقالُ: خُبيب بن إساف، وعن خُبيب بن عبد الرَّحْمَنِ أنَّ جدَّه هذا خُبيبًا ضُرِب يوم بدر فَمَالَ شِقُّهُ، فَتَفَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلعم، وَلَأَمَهُ وَرَدَّهُ، فانطلقَ.
وما ذكره في رِفَاعَةَ بْن عبد المنذر أبي لُبابة إنَّما هو أخو أبو لُبابة، وليس بـأبي لُبابة كما نبَّه عليه الدِّمْياطيُّ، واسم أبي لُبابة بشير كما سلف، و(أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ) قيس بن السَّكَن كما سلف في الباب قبله، وأخو ظُهير اسمُه مُظَهِّرُ بْنُ رَافِعٍ كما سلف في الباب قبله، وأنَّهما لم يشهدا بدرًا بل أُحُدًا، وشهد ظُهيرٌ العَقَبَةَ الثَّانية، وما جزم به في عقبة بن عمرو قد سلف الاختلافُ فيه في الباب قبله، وشهدَ العَقبة مع السَّبعين، وكان أصغرهم، عُرِف بالبدريِّ لنزوله بها أو لموتِه بها، وإخوة مُعَوِّذٍ معاذٌ وعَوفٌ بنو عَفراءَ شهدوا بدرًا، وأسلمت أمُّهم، وشهدها أيضًا معاذ ومُعَوِّذ وخلَّاد بنو عمرو بن الجَمُوح، ومعاذٌ هو الَّذِي ضرب ساق أبي جهل فقطعها، وضربه _أعني معاذًا_ ابنُهُ عِكرمةُ على عاتقه فطرحَ يده فتعلَّقت بجلده، ولم يذكر ابنُ إسحاق معوِّذًا، ذكره كلَّه الدِّمْياطيُّ، وزاد _أعني ابنَ إسحاق_ للثلاثة رابعًا يسميه رفاعة، شهد عندَه بدرًا، وأنكره الواقديُّ، ومعوِّذ بكسر الواو وكان الوَقَّشِيُّ يأبى إلَّا الفتحَ، وما ذكرَه في طرح يده وتعلُّقها بجلده هو ما ذكره ابن إسحاق بزيادة: لقد قاتلتُ عامَّة يَومي وإنِّي لأسحبُها خلفي، فلمَّا آذتني وضعتُ عليها قَدَمِي ثم تمطَّيتُ عليها حَتَّى طرحتُها، قال عِياض: وزاد ابنُ وَهْب في روايته: فجاء يحملُ يدَه فبصقَ عليها رَسُول الله صلعم فلَصِقَتْ، قال ابنُ إسحاق: ثمَّ عاش إلى زمن عثمان. وما ذكرَه في مُرارةَ وهِلال سلف التَّنبيه عليهما في مقتل خُبيب وأنَّهما ليسا بدريَّين، ومُرارة ومَعنٌ بكريَّان حليفا الأنصار.
وقوله في مِسْطَح بْن أُثَاثَةَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ المُطَّلِبِ، كذا صوابه، وادَّعى الجَيَّانيُّ أنَّهُ وقع في نسخة أبي زيد: <بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ> وصوابه ابن المطَّلب، وكذا في نسخته عن النَّسَفيِّ، وما ذكره في سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل هو كذكره عثمان بن عفَّان فيهم حيث ضَربَ له بسهمه، قَدِم مِنَ الشَّام بعدما قَدِم رَسُول الله صلعم مِنْ بدر فكلَّمهُ، فضرب له بسهمِه وأجرِه، وذكر أبو عمر فيهم وَهْبَ بن أبي سَرح أخو عمرو بن أبي سَرح، وحكاه عن موسى بن عُقبة، وليس في «مغازيه»، نعم ذُكر عن ابنِ هشام عن غير ابنِ إسحاق: وَهْبُ بن سعد بن أبي سَرْح العامريُّ.
ولا نعرف ثلاثة شهدوا بدرًا: أبٌ وجدٌّ وابن إلَّا معنَ بن يزيد بن الأخنس السُّلميَّ على قول، والأكثر على أنَّهم لم يشهدوها، ووقع في مسلم: سعد بن عُبادة ولم يصحَّ، وإن ذكره الواقديُّ والمَدائنيُّ وابن الكلبيِّ فيهم، ولم يذكره ابن عُقبة وابن إسحاق، وكذا مَنْ عدَّ جابرًا فيهم، واختُلِف في شهود أبي قَتادة لها.
وجملة / مَنْ شهدها بخُلفٍ ثلاث مِئَة وثلاثة وستُّون، مِئَة وخمسة وتسعون مِنَ الخزرج، وأربعة وسبعون مِنَ الأوس، وأربعة وتسعون مِنَ المهاجرين، وهو أكثر مَنْ عدَّد أهلَ بدرٍ، ونظير ذلك ما وقع في العَقبة.
وأوَّلُ قتيلٍ مِنَ المسلمين يوم بدر مِهْجَع مولى عمر بن الخطَّاب، رُمِي بسهم فقُتِل، ثمَّ حارثة بن سُراقة.
فصل: واستُشْهِد مع رَسُولِ الله صلعم مِنَ المسلمين يومَ بدرٍ عُبيدة بن الحارث، وعُمير بن أبي وقَّاص ابنُ ستَّةَ عشر أو سبعةَ عشر، وعُمير بن الحُمَام، وسعد بن حَثْمَةَ، وذو الشِّمالين وغيرهم ستَّة مِنَ المهاجرين وثمانية مِنَ الأنصار، ستَّة مِنَ الخزرج، واثنان مِنَ الأوس، وقُتِل مِنَ المشركين سبعون، وأُسِر سبعون، ومِنْ مشاهير القتلى عُتبة وشَيبة ابنا ربيعة والوليدُ، وأبو جهل بن هشام وأخوه العاص قتلَهُ عمر، ومِنَ الأسرى الَّذِينَ أسلموا: العبَّاسُ وعَقِيل ونوفل بن الحارث بن عبد المطَّلب، ويُذْكَر أنَّ العبَّاس كان جسيمًا أسرَه أبو اليُسر كعب بن عمرو، وكان دميمًا فقيل للعبَّاس: لو أخذتَهُ لوسعَتْه كفُّكَ، فقال: ما هو إلَّا أن لقيتُهُ فظهرَ في عيني كالخَنْدَمة، وهو جبلٌ بمكَّةَ، ومنهم خالد بن الأعلم، وهو القائل:
لَسْنَا عَلَى الأَعْقَاب تَدْمَى كُلُومُنا وَلَكِنْ عَلَى أَقْدَامنا تَقْطُرُ الدِّمَا
وهو أوَّل مَنْ فرَّ يومَ بدر فأُدرك وأُسر، وأوَّل أَسيرٍ فُدِيَ منهم: أبو وَدَاعة بن صُبَيرة السَّهْميُّ.
فصل: روى محمَّد بن السَّائب الكلبيُّ عن أبي صالح عن ابن عبَّاس ☻ أنَّهُ صلعم قال يوم بدر: ((مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فلَهُ سَلَبُه، ومَنْ جَاء بأسيرٍ فلَهُ سَلَبُه)) فجاء أبو اليَسَر بأسيرين، فقال سعد: أَيْ رَسُولَ الله أَمَا واللهِ ما كانَ بنا جُبْنٌ عن العدوِّ... الحديث، والمشهور أنَّ هذا كان يوم حُنين، والكلبيُّ ضعيف، وروايته عن أبي صالح عن ابن عبَّاس مخصوصةٌ بمزيدِ تضعيفٍ.
فصل: وهَلَكَ أبو لهب بالعَدَسة فرُمِيَ بعودٍ في حُفرتهِ وقُذِفَ عليه بالحجارة مِنْ بَعيدٍ حَتَّى وُورِيَ.
فصل: فلمَّا أوقع الله بالمشركين يوم بدر ما وقع قالوا: إنَّ ثأرنا بأرض الحبشة فلنُرْسِل إلى مَلِكِها يدفعْ إلينا مَنْ عندَه مِنْ أتباع محمَّد لنقتلَهُم بمن قُتِل منَّا ببدر، وبعثُوا عمرو بن العاصي وابنَ أبي ربيعة إلى الحَبَشة، فلمَّا بلغ صلعم مخرجهما بعثَ عمرَو بنَ أُميَّة مِنَ المدينة إلى النَّجاشيِّ بكتاب، ذكرَه أبو عمر.
فصل: ذكر ابنُ سعد بعد ذلك سريَّةَ عُمَير بن عديٍّ إلى عَصْماءَ بنت مروان لخمس ليالٍ بقين مِنْ رمضان، على رأس تسعة عشر شهرًا مِنْ مُهاجَرِهِ، ثمَّ سريَّة سالم بن عُمير إلى أبي عَفَكٍ اليهوديِّ في شوَّال على رأس عشرين شهرًا مِنْ مُهاجَرِهِ، وقال ابنُ إسحاق: لمَّا قَدِمَ رَسُولُ الله صلعم المدينة _يعني مِنْ بدر_ لم يُقِم إلَّا سبعَ ليالٍ حَتَّى غزا بنفسه يريد بني سُليم فبلغ ماءً مِنْ مياههم يقال له: الكدُر فأقام عليه ثلاث ليال ثمَّ رجع إلى المدينة، ولم يلقَ كيدًا، وذكر ابنُ سعد غزوةَ بني قُيْنُقاع يوم السَّبت نصف شوَّال على رأس عشرين شهرًا مِنْ مُهاجَرِهِ.
قال ابنُ إسحاق: ثمَّ غزا أبو سفيان بن حرب غزوة السُّويق في ذي الحجَّة، قال ابن سعد: لخمسٍ خَلَوْنَ منها يوم الأحد على رأس اثنين وعشرين شهرًا مِن مُهاجَرِهِ قال: ثمَّ غزا غزوةَ قَرْقَرة الكُدر، ويقال قرارة الكُدْر نصف المحرَّم على رأس ثلاث وعشرين شهرًا مِنْ مُهاجَرِهِ، وهي مِنْ ناحية معدن بني سُليم، بينها وبين المدينة ثمانية بُرُد.
فصل: ذكر البخاريُّ بعد وقعة بدر غزوةَ بني النَّضير، ونَقَل عن الزُّهْريِّ عن عُروة أنَّها كانت على رأس ستَّة أشهرٍ مِنْ وقعة بدر قبل أُحُد، قال: وجعلَه ابنُ إسحاق بعد بئر مَعُونة وأُحُد، ثمَّ ذكر بعده قَتلَ كعب بن الأشرف، وقَتلَ أبي رافع، ثمَّ أُحُد، وكذلك ابنُ سعد جعل غزوةَ بني النَّضير بعد بئر مَعُونة والرَّجيع بشهرٍ في ربيع الأوَّل على رأس سبعةٍ وثلاثين شهرًا مِنَ الهجرة، فكانت بئرُ مَعُونة والرَّجيع في صَفَر قبلَها على رأس ستَّةٍ وثلاثين، وكانت أحدٌ قبلهما في شوَّال على رأس اثنين وثلاثين شهرًا، وكانت بدر القتال في رمضان كما سلف، وكانت المُرَيْسِيع وهي غزوة بني المُصْطَلِقِ في شعبان، والخندق بعدها في ذي القَعدة سنة خمسٍ، قال السُّهيليُّ: ذكر ابنُ إسحاق غزوةَ بني النَّضير هنا _يعني بعد بئر مَعُونة_ وكان ينبغي ذكرُها بعد بدرٍ لِما روى عقيل وغيرُه عن الواقديِّ قال: كانتْ غزوة بني النَّضِير بعد بدر بستَّة أشهر، قال ابن التِّين: وهو دالٌّ على أنَّها كانت في صَفر مِنَ السَّنة الثَّالثة، والَّذي ذكر أبو محمَّد في «جامع مختصره» عن الزُّهْريِّ أنَّها كانت في المحرَّم منها، قال: وذُكر عن غير الزُّهْريِّ أنَّها كانت تاسع ربيعٍ الأوَّل سنة أربعٍ، خرج إليهم رسول الله صلعم ذلك اليومَ وحاصرهم ثلاثة وعشرين يومًا، قال: وفيها نزلت صلاةُ الخوف، وقيل: نزلتْ في ذات الرِّقَاع.
قال الدَّاوديُّ: وقولُ ابنِ إسحاق أشبهُ لقوله تعالى: {وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ} [الأحزاب:26]، وإنَّما ظاهروا الأحزابَ الَّذِينَ لحقوا برسول الله صلعم مِنْ بني قُريظة فأنسأهم، وإنَّما كان ذلك قبلً خروجه إليهم، وذكر ابنُ سعد أنَّ سريَّة كَعْبِ بن الأشرف كانت لأربعَ عشرة ليلةً مضتْ مِنْ ربيعٍ الأوَّل على رأس خمسةٍ وعشرين شهرًا مِنْ مُهاجَرِهِ.
وذَكر ابنُ إسحاق أنَّ خبر مُحَيِّصَةَ بن مسعود مع ابن سُنينة، ثمَّ غزوة غَطَفان بناحية نجد، ثمَّ غزوة بجران، ثمَّ سريَّة زيد بن حارثة إلى القردة اسمُ ماءٍ، ثمَّ أُحُد، ثمَّ حمراء الأسد، ثمَّ سريَّة أبي سَلمة، ثمَّ سريَّة عبد الله بن أُنيس، وبعث الرَّجيع، وقصَّة بئر مَعُونة، ثمَّ غزوة بني النَّضير، ثمَّ غزوة ذات الرِّقَاع، ثمَّ غزوة بدر الآخرة، ثمَّ غزوة دُومة الجَنْدل، ثمَّ غزوة الخندق.
وذَكر ابنُ سعد قبلها _أعني الخندق_ غزوةَ المُرَيْسِيع في شعبان مِنَ السَّنة، وقبلها دُوْمَة الجَنْدل كما ذكرناه في ربيع الأوَّل على رأس سبعةٍ وأربعين شهرًا مِنْ مُهاجَرِهِ، وقبلها ذات الرِّقَاع في المحرَّم على رأس سبعةٍ وأربعين شهرًا، وقبلها بدرٌ الموعد في ذي القَعْدة على رأس خمسة وأربعين شهرًا، وقبلها بنو النَّضير في ربيع الأوَّل سنة أربع، وكان خرج إليهم، وكلَّمهم أن يعينوه في دِيَة الرَّجُلين الكِلابيَّين اللَّذين قتلهما عمرو بن أميَّةَ الضَّمْرِيُّ حين رجع مِنْ بئر مَعُونة، وكان لهما عهدٌ مِنْ رَسُولِ الله صلعم، وسيكون لنا عودةٌ إلى هذا في الخندق، فاعلم ذلك.