التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب نزول النبي الحجر

          ░80▒ (بَاب نُزُولُ النَّبِيِّ صلعم الحِجْرَ) /
          4419- ذكر فيه حديثَ ابن عمر ☻: (لَمَّا مَرَّ النَّبِيُّ صلعم بِالْحِجْرِ قَالَ: لَا تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ، أَنْ يُصِيبَكُمْ مَا أَصَابَهُمْ، إلاَّ أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، ثُمَّ قَنَّعَ رَأْسَهُ وَأَسْرَعَ السَّيْرَ حتَّى أَجَازَ الوَادِيَ).
          4420- ثُمَّ ذكره بلفظٍ آخر أنَّهُ صلعم قَالَ لأَصْحَابِ الحِجْرِ: (لاَ تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلَاءِ المُعَذَّبِينَ إلَّا أنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، أَنْ يُصِيبَكُمْ مَا أَصَابَهُمْ).
          هذا الحديث سلف في الصَّلاة في باب: الصَّلاة في مواضع الخَسْف [خ¦433]، وأنَّ معنى قوله: (أَنْ يُصِيبَكُمْ) أي خشية أن يُصِيبكم، وقيل: لئلَّا يُصِيبكم، وأنَّهُ أُخِذَ على البُخَاريِّ في قوله: (نُزُولِهِ) وإنَّما مرَّ به مسرعًا.
          ومعنى: (قَنَّعَ رَأْسَهُ) سَتَره، وأرض ثمودَ بين الحجاز والشَّام، وقد أسلفنا هناك أنَّ ذلك كان في طريقه إلى تبوك، وكذلك ذكره البُخَاريُّ هنا، وكره مالكٌ في «المدوَّنة» الطَّلبَ في قبورِ الجاهليَّةِ وبيوتِهم، وعلَّل لأجل الحديث لأنَّهُ لا ينبغي أن يُدْخَل عليهم إلَّا للاعتبار والبكاء لا لطلب الدُّنيا، وقيل: خِيْفَة مصادفة قبر نبيٍّ أو صالحٍ.