التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب غزوة ذات السلاسل

          ░63▒ (باب غَزْوةُ ذَاتِ السَّلاَسِلِ
          وَهْيَ غَزْوَةُ لَخْمٍ وَجُذَامَ، قَالَهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَقَالَ ابن إِسْحَاقَ عَنْ يَزِيدَ عَنْ عُرْوَةَ: هِيَ بِلاَدُ بَلِيٍّ وَعُذْرَةَ وَبَنِي القَيْنِ).
          4358- ثُمَّ ساق حديثَ خَالِدٍ الحَذَّاءِ: (عَنْ أَبِي عُثمانَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم بَعَثَ عَمْرو بْنَ العَاصِي عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلاسِلِ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أَيُّ / النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟...) الحديث.
          وقد سلف في فضائل الصِّدِّيق [خ¦3662] مِنْ هذا الوجه مِنْ حديث خالدٍ الحذَّاء، عن أبي عثمان قال: حدَّثَني عمرو بن العاصي أنَّ النَّبِيَّ صلعم بعثَهُ على جيشِ ذاتِ السَّلاسل: فأتيتهُ.. الحديث، وقد سلف هناك ضبطها وتاريخها واضحًا، فراجعه.
          وأَبُو عُثْمَانَ هو ابنُ مَلٍّ النَّهديُّ، أسلم في حياة رَسُولِ الله صلعم، وهو مخضرمٌ، و(لَخْمٍ وجُذَامَ) قبيلتان مِنْ قحطان، و(بَلِيٍّ وعُذْرَةَ) قبيلتان غيرهما، وبَنُو القَيْنِ قبيلٌ من تميمٍ، وفيه فضلٌ ظاهرٌ لأبي بكرٍ وعمرَ وفضلٌ لعائشة ♥.
          فصلٌ: وفي هذِهِ الغزوة تيمَّم أميرُها عمرو بن العاصي خشيةَ البرد، وقال له ◙: ((صَلَّيتَ بأَصْحَابكَ وأنتَ جُنُبٌ))، وقد ذكره البُخَاريُّ معلَّقًا في التَّيمُّم [خ¦7/7-575] كما أسلفنا الكلامَ عليه هناك، وذكر البَيْهَقيُّ في «دلائله» هنا بابًا في الجزور التي نُحِرت في هذِهِ الغزوة وما جرى لعوفِ بن مالكٍ الأشجعيِّ فيها، وإخبارُه ◙ عوفًا بعلمِه بها قبل أن يُخبره عوفٌ، مِنْ حديث عوف بن مالكٍ الأشجعيِّ مِنْ طريق ابن إسحاقَ وغيرِه، وأنَّهُ أخذ منها جُزءًا على قِسْمتها، وأنَّ أبا بكرٍ وعمر تقيَّآه وقالا: ما أحسنتَ حينَ أطعمتنا.