التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب وفاة النبي

          ░85▒ (بَابُ: وَفَاةِ النَّبِيَّ صلعم)
          4464- 4465- ذكر فيه حديثَ عائشة وابن عبَّاسٍ ☺: (أَنَّ النَّبِيَّ صلعم لَبِثَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنينَ يُنْزَلُ عَلَيْهِ القُرْآنُ، وَبالْمَدِينَةِ عَشْرًا).
          إنْ قلتَ: قد يعارضُه ما ذكرَه أيضا مِنْ حديث ابن عقبة: سمعت عمرو بن دينارٍ، قلت لعروةَ: إنَّ ابن عبَّاسٍ يقول: لبثَ النَّبِيُّ صلعم بمكَّة بضعَ عشرةَ سنةً، وذكر في الهجرة [خ¦3902] مِنْ حديث عكرمة وعمرو بن دينارٍ عنه: ثلاث عشرة؟ قلتُ: عنه أوجهٌ:
          أحدُها: أنَّ هذا مِنْ حيث حمي الوحي وتتابعَ، روايته الأخرى: مِنْ حين البعثة.
          ثانيها: أنَّهُ صلعم أَسَرَّ الوحيَ ثلاثَ سنين أو نحوها، ثُمَّ أُمِر بأن يَصْدَع بما يُؤْمَر، قاله أهل السِّير.
          ثالثُها: أنَّهُ ابتُدئَ بالوحي بعدَ الرُّؤيا الصَّادقة الَّتي كانت ستَّة أشهرٍ بسنتين ونصفٍ.
          رابعُها: أنَّ إسرافيل وُكِلَ به ثلاثَ سنين كما سلف، ثُمَّ جاءَه جبريلُ بالقرآن، وادَّعى الدَّاوُديُّ أنَّ المشهور عن ابن عبَّاسٍ ثلاثَ عشرةَ.
          4466- وذكر فيه أيضًا حديث عائشة: أَنَّهُ صلعم (تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثٍ وَسِتِّينَ).
          وهو قول ابن شهابٍ، ورواية أنسٍ: عاش ستِّين، وهو أقلُّ ما قيل، وعن ابن عبَّاسٍ: خمسًا وستين، وهو أكثر ما قيل، وقد أسلفنا كلَّ ذلك في أوَّل هذا الشَّرح، وفي باب: وفاة النَّبِيِّ صلعم، في أحاديث الأنبياء أيضًا، وأمَّا غسلهُ وتكفينه والصَّلاة عليه فمحلُّ بَسْطهِ كُتبُ السِّير.