التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم}

          ░21م▒ (بَابُ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران:128] قَالَ حُمَيْدٌ وَثَابِتٌ: عَنْ أَنَسٍ ☺: شُجَّ النَّبِيُّ صلعم يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ: كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّوا نَبِيَّهُمْ، فَنَزَلَتْ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ}).
          أمَّا تعليق حُميدٍ فأخرجه التِّرْمِذيُّ مسندًا عنه أنَّهُ ◙ كُسِرت رَبَاعِيته وشُجَّ وجهُهُ... الحديث، ثُمَّ قال: حسنٌ صحيحٌ، وأخرجه عنه مِنْ حديث عَبدُ بن حُميدٍ عن حُميدٍ به، وأمَّا تعليق ثابتٍ فأخرجه مسلمٌ مِنْ حديث حمَّاد بن سلمة عنه به.
          4069- 4070- ثُمَّ ساق البُخَاريُّ حديث الزُّهْريِّ عن سالمٍ عن أبيه: (أنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلعم إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ فِي الرَّكْعَةِ الأَخِيْرَةِ مِنَ الفَجْرِ، يَقُولُ: اللهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا وَفُلَانًا. بَعْدَمَا يَقُولُ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ، فأنزل الله تَعَالَى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ...}) الآية [آل عمران:128].
          (وَعَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلعم يَدْعُو عَلَى صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ وَسُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو وَالْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، فَنَزَلَتْ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ...}) الآية.
          حديثُ ابنِ عمر ذكرَه في التَّفسير [خ¦4559] مع حديث أبي هريرة مثلَه [خ¦4560]، وروى المَحَامليُّ الحسين بن إسماعيل القاضي، عن أبي الأشعث: حدَّثَنا خالد بن الحارث، حدَّثَنا مُحمَّد بن عَجْلان عن نافعٍ عن ابنِ عمرَ ☻ أنَّ النَّبِيَّ صلعم كان يدعو على أربعةِ نَفَرٍ، فأنزلَ اللهُ ╡: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} الآية، قال: ثُمَّ هَدَاهم اللهُ للإسلامِ.
          وحاصلُ ما ذكره البُخَاريُّ في سبب النُّزول روايتان، وقيل: استأذنَ في أن يدعو باستئصالهم فنزلَتْ، فعَلِمَ أنَّ فيهم مَنْ سيُسلِمُ، وأكَّد ذلك بالآية الَّتي بعدها، فمَنْ قال هو معطوفٌ بـــ{أَوْ} على قوله {لِيَقْطَعَ طَرَفًا} فالمعنى عنده: ليقتل طائفةً أو يُخزيَهم بالهزيمة أو يتوبَ عليهم أو يعذِّبهم، وقيل: {أَوْ} هنا بمعنى حتَّى.
          وقوله: (بَعْدَمَا يَقُولُ سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ) هذا إحدى الرِّوايات الثَّابتة فيه بالواو.
          فائدةٌ: روى البُخَاريُّ هذا الحديث عن يحيى بن عبد الله، وجدُّهُ زياد بن شدَّادٍ أبو سهلٍ السُّلَمِيُّ، سكن مرو، يُعرف بخَاقَان، أخو جمعة وزَنْجَوَيْهِ، انفرد به البُخَاريُّ وهو ثقةٌ، ولم أرَ له وفاةً، وحنظلة روى له مسلمٌ والأربعة، ثبتٌ، مات سنة إحدى وخمسين ومئةٍ.