التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب عدة أصحاب بدر

          ░6▒ (بَابُ: عِدَّةِ أَصْحَابِ بَدْرٍ)
          ذكر فيه أحاديثَ كلُّها عن البَراء ☺، قَالَ:
          3955- (اسْتُصْغِرْتُ أَنَا وَابْنُ عُمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ).
          3956- ثمَّ ذكرَه بمثله وبدأ بالأوَّل لأنَّهُ أعلى بواحدٍ: (وَكَانَ المُهَاجِرُونَ يَوْمَ بَدْرٍ نَيِّفًا عَلَى سِتِّينَ، وَالأَنْصَارُ نَيِّفًا وَأَرْبَعِينَ وَمِئَتَيْنِ).
          3957- ثانيها عنه: (حَدَّثَنِي أَصْحَابُ مُحَمِّدٍ صلعم مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا أَنَّهُمْ كَانُوا عِدَّةَ أَصْحَابِ طَالُوتَ الَّذِينَ جَازُوا مَعَهُ النَّهَرَ بِضَعَةَ عَشَرَ وَثَلاَثَ مِئَةٍ، قَالَ البَرَاءُ: لَا وَاللهِ مَا جَاوَزَ مَعَهُ النَّهَرَ إلَّا مُؤْمِنٌ).
          3958- ثالثها عنه: قال: (كُنَّا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صلعم نَتَحَدَّثُ أَنَّ عِدَّةَ أَصْحَابِ بَدْرٍ عَلَى عِدَّةِ أَصْحَابِ طَالُوتَ الَّذِينَ جَاوُزُا مَعَهُ النَّهَرَ، وَلَمْ يُجَاوِزْ مَعَهُ إلاَّ مُؤْمِنٌ، بِضْعَةَ عَشَرَ وَثَلاثَ مِئَةٍ).
          3959- رابعُها عنه بمثله.
          الشَّرح: كان البَراء وابن عمر ♥ وكذا زيد بن ثابت ☺ أبناءَ أربع عشرة، فَرُدُّوا يومئذٍ وأُجِيزوا في أُحُدٍ أبناءَ خمس عشرة، فرأى قوم لهذا أنَّهُ يستحقُّ لهذا السِّنِّ أن يأخذ سهمَه إذا شهد القتال وأنْ يكون بالغًا، ومالكٌ لم ينظر إلى عِدَّة سنين في شيء مِنْ ذلك إنَّما نظر إلى مَنْ يطيق القتال فيَفْرِض له، ومَنْ أَنْبتَ في أحد الأقوال ومَنْ لم يحتلم، قال ابنُ القاسم: سبعَ عشرة، وقال ابنُ وَهْبٍ: خمس عشرة وهو مذهبنا، وقال ابن حَبيب: ثماني عشرة.
          ونَيِّف بتشديد الياء، وضبطه بعضهم بسكونها، قال أبو زيد: كلُّ ما بين عَقْدَين نيِّفٌ، وقيل: النَّيِّفُ كالبِضْع مِنَ الثَّلاث إلى التِّسع، وقيل: مِن الواحد إلى الثلاث، والبِضْع: ما بين الثَّلاث إلى التِّسع، وقيل: البِضْع ما بين الواحد إلى التِّسع، وقيل: ما دون نصف العقد، أي ما دون الخمسة، وقيل: ما دون العشرة، وقال قتادة: أكثر مِنْ ثلاثة إلى عشرة، وقيل: ما بين ثلاث وخمس ذكره أبو عُبيد.
          ومعنى أجازوه: قَطَعوه وخلَّفُوهُ وراءهم.
          وقوله: (نَيِّفًا) هو بالألف فيهما، وذكر ابن التِّين بحذفها، نَصَبَ (أَرْبَعِينَ وَمِئَتَيْنِ) بواو مع إذا قدَّرتَ: عدَدَهُم نَيِّفٌ، لأنَّ <نَيِّفٌ> وقع بغير ألفٍ، قيل: كان المهاجرون ثلاثةً وسبعين بناءً على أنَّ البِضْع ثلاثة وهو أكثر الأقوال، وقيل: أربع وسبعون وقد سلف. وقيل: كانوا أحدى وثمانين كذا في البخاريِّ بعد هذا قبل تَسْمِيتهم، وقيل: ثلاث وثمانون وقد سلف، وقيل: كانوا مِئَة منهم، واختلف في عِدَّة الجميع وقد سلف.