الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب قول الرجل لصاحبه: هل أعرستم الليلة؟

          ░125▒ (باب: قَولِ الرَّجل لصَاحِبه: هَل أَعْرَسْتُم اللَّيلة؟)
          لعلَّه أشار إلى أنَّ هذا القول غير داخلٍ في النَّعت المنهيِّ عنه، كما تقدَّم في (باب: قول الرَّجل: لأطوفنَّ اللَّيلة...) إلى آخره، كتب الشَّيخ قُدِّسَ سِرُّهُ في «اللَّامع»: أراد إثبات ذلك قياسًا على ما ذُكر في الحديث أنَّ أبا بكرٍ دخل عليهما والنَّبيُّ صلعم واضعٌ رأسه على فخذها فلمَّا لم يمنعه ذلك عَلم جواز سؤاله عن الإعراس بالطَّريق الأَولى، لأنَّه أدوَنُ مِنْ ذلك وأيسر. انتهى.
          وفي «هامشه»: ما أفاده الشَّيخ قُدِّسَ سِرُّهُ أَجْوَد مِنْ توجيه الشُّرَّاح، وبهذا وجَّه في «تقرير المكِّيِّ» إذ قال: قوله: (ورأسه على فخذي) فيه التَّرجمة، لأنَّه لمَّا جاز أن يرى أحدٌ هذه الحالة بين المرء وزوجته جاز أن يقول له: [هل] أعرستم اللَّيلة. انتهى.
          وليست هذه التَّرجمة في نسخة «الفتح» بل فيها: <باب: طعن الرَّجل ابنته في الخاصرة عند العتاب>، وهذه التَّرجمة موجودةٌ في «نسخة العينيِّ» وقال: / وهذا المقدار زاده ابن بطَّالٍ في «شرحه» ولم يذكر غيره إلَّا (باب: طعن الرَّجل ابنته في الخاصرة عند العتاب). انتهى.
          وقال الكرمانيُّ: فإن قلت: الحديث كيف يدلُّ على الجزء الأوَّل مِنَ التَّرجمة، قلت: هذا مفقودٌ وفي(1) أكثر النُّسخ وعلى تقدير وجودها فوجهُه أنَّ البخاريَّ كثيرًا يترجم ولا يذكر حديث(2)، إلى آخر ما ذكر في «هامش اللَّامع» مِنَ الأجوبة.
          وفيه أيضًا: والأوجَهُ عند هذا العبد الضَّعيف_وهو الرَّاجح عندي في أمثال هذه المواضع _ أنَّ الإمام البخاريَّ رضي الله تعالى عنه كثيرًا ما يُخْلِي الأبواب عن الرِّوايات تشحيذًا للأذهان إشارةً إلى أنَّه يثبت بحديث ما واردٍ في «صحيحه» فينبغي أن يجهد في التَّتَبُّع والتَّدبُّر بسهر اللَّيالي. انتهى.
          وسيأتي هذا اللَّفظ في قصَّة أمِّ سليمٍ في (باب: تسمية المولود) مِنْ كتاب العقيقة، ثُمَّ براعة الاختتام فعند الحافظ وكذا عند هذا العبد الضَّعيف كما تقدَّم مِنْ مقدِّمة «اللَّامع» مِنْ قوله: (فلا يمنعني مِنَ التَّحرُّك) كما هو ظاهرٌ فإنَّ عدم التَّحرُّك مِنْ شأن الأموات.


[1] في (المطبوع): ((في)).
[2] في (المطبوع): ((حديثًا)).