الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب ما يقول الرجل إذا أتى أهله

          ░66▒ (باب: ما يَقُولُ الرَّجُل إذا أَتَى أَهْلَه)
          قال العلَّامة العينيُّ: يعني: إذا أراد الجماع، وقوله في الحديث: (لم يضرَّه شيطانٌ) كذا بالتَّنكير وفي رواية مسلمٍ وأحمد: ((لم يسلَّط عليه الشَّيطان)) أو ((لم يضرَّه الشَّيطان)) معناه: لم يسلَّط عليه بحيثُ لم يكن له العمل الصَّالح، وقال القاضي: لم يحمله أحدٌ على العموم في جميع الضَّرر والوساوس، فقيل: المراد أنَّه لا يصرعُه شيطانٌ، وقيل: لا يطعن فيه عند ولادته، وفيه نظرٌ، لقوله صلعم: ((ما مِنْ مولود إلَّا يمسُّه الشَّيطان حين يولد...)) الحديث، وقيل: لم يسلَّط عليه مِنْ أجل بركة التَّسمية بل يكون مِنْ جملة العباد الَّذين قيل فيهم: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} [الإسراء:65] وقيل: لم يضرَّه في بدنه، وقيل: لم يضرَّه بمشاركة أبيه في جماع أمِّه، كما جاء عن مجاهدٍ أنَّ الَّذي يجامِع ولا يسمى(1) يلتف(2) الشيطان على إحليله فيجامع معه. انتهى.
          وذكر الحافظ: هذه المعاني مع ترجيح بعضٍ على بعضٍ، فارجع إليه لو شئت.
          وذكر مِنْ جملة الأقوال في معنى الحديث قال الدَّاوديُّ: معنى (لم يضرَّه) أي: لم يفتنْه عن دينه إلى الكفر، وليس المراد عصمته منه عن المعصية.
          وقال أيضًا: وفي الحديث مِنَ الفوائد أيضًا استحبابُ التَّسمية والدُّعاء والمحافظة على ذلك حتَّى في حالة الملاذِّ كالوقاع، وقد ترجم عليه المصنِّف في كتاب الطَّهارة وتقدَّم ما فيه. انتهى.
          قلت: ولفظه في كتاب الطَّهارة: (باب: التَّسمية على كلِّ حالٍ وعند الوِقاع).


[1] في (المطبوع): ((يسمِّي)).
[2] في (المطبوع): ((يلتفت)).