-
المقدمة
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
كتاب الإيمان
-
كتاب العلم
-
كتاب الوضوء
-
كتاب الغسل
-
كتاب الحيض
-
كتاب التيمم
-
كتاب الصلاة
-
أبواب سترة المصلي
-
كتاب مواقيت الصلاة
-
كتاب الأذان
-
أبواب الجماعة والإمامة
-
كتاب الجمعة
-
أبواب صلاة الخوف
-
كتاب العيدين
-
كتاب الوتر
-
كتاب الاستسقاء
-
كتاب الكسوف
-
أبواب سجود القرآن
-
أبواب تقصير الصلاة
-
أبواب التهجد
-
كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة
-
أبواب العمل في الصلاة
-
أبواب السهو
-
كتاب الجنائز
-
كتاب الزكاة
-
أبواب صدقة الفطر
-
كتاب الحج
-
أبواب العمرة
-
أبواب المحصر
-
كتاب جزاء الصيد
-
أبواب فضائل المدينة
-
كتاب الصوم
-
كتاب صلاة التراويح
-
أبواب الاعتكاف
-
كتاب البيوع
-
كتاب السلم
-
كتاب الشفعة
-
كتاب الإجارة
-
كتاب الحوالة
-
كتاب الكفالة
-
كتاب الوكالة
-
كتاب المزارعة
-
كتاب المساقاة
-
كتاب الاستقراض
-
كتاب الخصومات
-
كتاب في اللقطة
-
كتاب المظالم
-
كتاب الشركة
-
كتاب الرهن
-
كتاب العتق
-
كتاب المكاتب
-
كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها
-
كتاب الشهادات
-
كتاب الصلح
-
كتاب الشروط
-
كتاب الوصايا
-
كتاب الجهاد والسير
-
كتاب فرض الخمس
-
كتاب الجزية والموادعة
-
كتاب بدء الخلق
-
كتاب أحاديث الأنبياء
-
كتاب المناقب
-
كتاب فضائل الصحابة
-
كتاب مناقب الأنصار
-
كتاب المغازي
-
باب غزوة العشيرة أو العسيرة
-
باب ذكر النبي من يقتل ببدر
-
باب قصة غزوة بدر
-
باب قول الله تعالى: {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم}
-
باب
-
باب عدة أصحاب بدر
-
باب دعاء النبي على كفار قريش
-
باب قتل أبي جهل
-
باب فضل من شهد بدرًا
-
باب
-
باب شهود الملائكة بدرًا
-
باب
-
باب تسمية من سمي من أهل بدر
-
باب حديث بنى النضير
-
باب قتل كعب بن الأشرف
-
باب قتل أبي رافع عبد الله بن أبي الحقيق
-
باب غزوة أحد
-
باب: {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما}
-
باب قول الله تعالى: {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان}
-
باب: {إذ تصعدون ولا تلوون على أحد}
-
باب: {ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنةً نعاسًا يغشى طائفةً منكم}
-
باب: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم}
-
باب ذكر أم سليط
-
باب قتل حمزة
-
باب ما أصاب النبي من الجراح يوم أحد
-
باب: {الذين استجابوا لله والرسول}
-
باب من قتل من المسلمين يوم أحد
-
باب: أحد يحبنا
-
باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة
-
باب غزوة الخندق
-
باب مرجع النبي من الأحزاب ومخرجه إلى بنى قريظة ومحاصرته إياهم
-
باب غزوة ذات الرقاع
-
باب غزوة بني المصطلق من خزاعة
-
باب غزوة أنمار
-
باب حديث الإفك
-
باب غزوة الحديبية
-
باب قصة عكل وعرينة
-
باب غزوة ذات القرد
-
باب غزوة خيبر
-
حديث سويد: أنه خرج مع النبي عام خيبر
-
حديث عامر: اللهم لولا أنت ما اهتدينا
-
حديث أنس: خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين
-
حديث: صبحنا خيبر بكرة فخرج أهلها بالمساحي فلما بصروا
-
حديث: إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية
-
حديث: صلى النبي الصبح قريبًا من خيبر بغلس
-
حديث: أما إنه من أهل النار
-
حديث: قم يا فلان فأذن أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن
-
حديث: اربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا
-
حديث: هذه ضربة أصابتني يوم خيبر
-
حديث: التقى النبي والمشركون في بعض مغازيه فاقتتلوا فمال كل
-
حديث: نظر أنس إلى الناس يوم الجمعة فرأى طيالسة
-
حديث: لأعطين الراية غدًا رجل يحبه الله ورسوله.
-
حديث: لأعطين هذه الراية غدًا رجلًا يفتح الله على يديه
-
حديث: آذن من حولك
-
حديث: أن النبي أقام على صفية بنت حيي بطريق خيبر ثلاثة أيام
-
حديث: أقام النبي بين خيبر والمدينة ثلاث ليال يبنى عليه بصفية
-
حديث: كنا محاصري خيبر فرمى إنسان بجراب فيه شحم
-
حديث: أن رسول الله نهى يوم خيبر عن أكل الثوم
-
حديث: أن رسول الله نهى عن متعة النساء يوم خيبر
-
حديث: أن رسول الله نهى يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية
-
حديث: نهى النبي عن أكل لحوم الحمر الأهلية
-
حديث: نهى رسول الله يوم خيبر عن لحوم الحمر
-
حديث: لا تأكلوا من لحوم الحمر شيئًا وأهريقوها
-
حديث: فنادى منادي النبي: أكفئوا القدور
-
حديث: لا أدري أنهى عنه رسول الله من أجل أنه كان حمولة الناس
-
حديث: قسم رسول الله يوم خيبر للفرس سهمين
-
حديث: إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد.
-
حديث: بلغنا مخرج النبي ونحن باليمن فخرجنا مهاجرين إليه أنا
-
حديث: قدمنا على النبي بعد أن افتتح خيبر فقسم لنا
-
حديث أبي هريرة: افتتحنا خيبر ولم نغنم ذهبًا ولا فضة
-
حديث: أما والذي نفسي بيده لولا أن أترك آخر الناس ببانًا
-
حديث: لولا آخر المسلمين ما فتحت عليهم قرية إلا قسمتها
-
حديث: واعجباه لوبر تدلى من قدوم الضأن
-
حديث: واعجبًا لك وبر تدأدأ من قدوم ضأن
-
حديث: أن فاطمة أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها
-
حديث: لما فتحت خيبر قلنا: الآن نشبع من التمر
-
حديث: ما شبعنا حتى فتحنا خيبر
-
حديث سويد: أنه خرج مع النبي عام خيبر
-
باب استعمال النبي على أهل خيبر
-
باب معاملة النبي أهل خيبر
-
باب الشاة التي سمت للنبي بخيبر
-
باب غزوة زيد بن حارثة
-
باب عمرة القضاء
-
باب غزوة مؤتة من أرض الشام
-
باب بعث النبي أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة
-
باب غزوة الفتح وما بعث حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة
-
باب غزوة الفتح في رمضان
-
باب أين ركز النبي الراية يوم الفتح
-
باب دخول النبي من أعلى مكة
-
باب منزل النبي يوم الفتح
-
باب
-
باب مقام النبي بمكة زمن الفتح
-
باب
-
باب قول الله تعالى: {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم}
-
باب غزاة أوطاس
-
باب غزوة الطائف
-
باب السرية التي قبل نجد
-
باب بعث النبي خالد بن الوليد إلى بنى جذيمة
-
سرية عبد الله بن حذافة السهمي وعلقمة بن مجزز المدلجي
-
باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع
-
بعث علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد إلى اليمن قبل حجة الوداع
-
باب غزوة ذي الخلصة
-
باب غزوة ذات السلاسل
-
باب ذهاب جرير إلى اليمن
-
باب غزوة سيف البحر
-
حج أبي بكر بالناس في سنة تسع
-
باب وفد بني تميم
-
باب
-
باب وفد عبد القيس
-
باب وفد بني حنيفة وحديث ثمامة بن أثال
-
قصة الأسود العنسي
-
قصة أهل نجران
-
باب قصة عمان والبحرين
-
باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن
-
قصة دوس والطفيل بن عمرو الدوسي
-
باب قصة وفد طيء وحديث عدي بن حاتم
-
باب حجة الوداع
-
باب غزوة تبوك
-
حديث كعب بن مالك
-
باب نزول النبي الحجر
-
باب
-
باب كتاب النبي إلى كسرى وقيصر
-
باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته
-
باب آخر ما تكلم النبي صلى الله عليه وسلم
-
باب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
-
باب
-
باب بعث النبي أسامة بن زيد في مرضه الذي توفي فيه
-
باب
-
باب كم غزا النبي صلى الله عليه وسلم؟
-
باب غزوة العشيرة أو العسيرة
-
كتاب التفسير
-
كتاب فضائل القرآن
-
كتاب النكاح
-
كتاب الطلاق
-
كتاب النفقات
-
كتاب الأطعمة
-
كتاب العقيقة
-
كتاب الذبائح والصيد
-
كتاب الأضاحي
-
كتاب الأشربة
-
كتاب المرضى
-
كتاب الطب
-
كتاب اللباس
-
كتاب الأدب
-
كتاب الاستئذان
-
كتاب الدعوات
-
كتاب الرقاق
-
كتاب القدر
-
كتاب الأيمان والنذور
-
باب كفارات الأيمان
-
كتاب الفرائض
-
كتاب الحدود
-
كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة
-
كتاب الديات
-
كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
-
كتاب الإكراه
-
كتاب الحيل
-
كتاب التعبير
-
كتاب الفتن
-
كتاب الأحكام
-
كتاب التمني
-
كتاب أخبار الآحاد
-
كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة
-
كتاب التوحيد
4203- (حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ) الحكم بن نافع، قال: (أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ) هو: ابنُ أبي حمزة (عَنِ الزُّهْرِيِّ) أنَّه (قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ☺ قَالَ: شَهِدْنَا خَيْبَرَ) أراد جنسهُ من المسلمين؛ لأنَّ الثابت أنَّه إنما جاء بعد أن فُتحت خيبر، ووقع عند الواقدي أنَّه قدم بعد فتح معظم خيبر فحضر فتح آخرها، لكن مضى في الجهاد [خ¦2827] من طريق عَنْبسة بن سعيد عن أبي هريرة ☺ قال: أتيتُ رسول الله صلعم وهو بخيبر بعدما افتتحَها فقلتُ: يا رسول الله! أسهمْ لي.
وسيأتي البحث في ذلك في حديث آخر لأبي هريرة ☺ في آخر هذا الباب [خ¦4234].
(فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلعم لِرَجُلٍ) أي: عن رجل، واللام قد تأتي بمعنى «عن» مثل قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا} [العنكبوت:12]، ويحتمل أن يكون بمعنى (في)؛ أي: في شأنه. أو: سببية، ومنه قوله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الأنبياء:47] (مِمَّنْ مَعَهُ يَدَّعِي الإِسْلاَمَ: هذا مِنْ أهْلِ النَّارِ، فَلَمَّا حَضَرَ / الْقِتَالُ) بالرفع والنصب.
(قَاتَلَ الرَّجُلُ أَشَدَّ الْقِتَالِ حَتَّى كَثُرَتْ بِهِ الْجِرَاحَةُ) ويُروى: <حتَّى كثرت به جراحاته> (فَكَادَ بَعْضُ النَّاسِ يَرْتَابُ) أي: يشك في صدق الرَّسول وحقيَّة (1) الإسلام، كذا قال الكرمانيُّ، وفي رواية مَعمر في الجهاد: ((فكاد بعضُ الناس أن يرتابَ)) ففيه دخول إن على خبر كادَ، وهو جائز مع قلة (فَوَجَدَ الرَّجُلُ أَلَمَ الْجِرَاحَةِ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ) أي: أمالها(2) .
(إِلَى كِنَانَتِهِ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهَا أَسْهُمًا فَنَحَرَ بِهَا نَفْسَهُ) وقد سبق فيما مرَّ أنَّه لا منافاةَ بين قوله هنا: فنحرَ بها نفسه، وفيما مرَّ أنَّه قتل نفسه بسيفهِ (فَاشْتَدَّ) أي: أسرعَ في الجري (رِجَالٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَدَّقَ اللَّهُ حَدِيثَكَ، انْتَحَرَ فُلاَنٌ) أي: نحر نفسه (فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَقَالَ: قُمْ يَا فُلاَنُ) هو بلال ☺، كما وقع صريحًا في الجهاد [خ¦3062]، وسيأتي أيضًا في كتاب القدر [خ¦6606] (فَأَذِّنْ أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ، إِنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ) وفي رواية الكُشميهني: <لَيُؤيِّدُ>. وقال النَّووي: يجوز في ((إنَّ)) فتح الهمزة وكسرها (الدين بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ) يُحتمل أن تكون اللام للجنس فيعم كلَّ فاجرٍ أيَّد الإسلام وساعدَه بوجه من الوجوه. ويُحتمل أن تكون للعهدِ وهو الشَّخص المعين؛ أي: قُزْمان المذكور في الحديث السابق [خ¦4202]، ولكنَّه إنما يكون للعهد إذا كان الحديثان متَّحدين في الأصل، والظَّاهر التَّعدد، والله تعالى أعلم.
ومطابقة الحديثين للترجمة ظاهرٌ.
(تَابَعَهُ) أي: تابع شُعيبًا (مَعْمَرٌ) هو ابنُ راشد في روايته (عَنِ الزُّهْرِيِّ) بهذا الإسناد، وهو موصولٌ عند المصنف في أواخر الجهاد مقرونًا برواية شعيب عن الزُّهري [خ¦3062].
4204- (وَقَالَ شَبِيبٌ) بفتح الشين المعجمة وكسر الموحدة الأولى، هو: ابنُ سعيد، وقد مرَّ في الاستقراض [خ¦2389] (عَنْ يُونُسَ) أي: ابن يزيد (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) هو: محمد بن مسلم بن شهاب الزُّهري، أنَّه قال: (أَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُسَيَّبِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: شَهِدْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلعم / حُنِينًا) يريد أن يونس خالف مَعْمرًا وشعيبًا، فذكر بدل (خيبر) لفظ (حُنين)، وهذا تعليقٌ وصله النَّسائي عن عبد الملك بن عبد الحميد الميموني عن أحمد بن شبيب عن أبيه عن يونس مقتصرًا على طرف من الحديث.
وأورده الذُّهلي في «الزُّهريات»، ويعقوب بن سفيان في «تاريخه» كلاهما عن أحمد بن شبيب عن أبيه بتمامه، وأحمد من شيوخ البخاري، وقد أخرج عنه غير هذا، وقد وافق يونس مَعمرًا وشعيبًا في الإسناد، لكن زاد فيه مع سعيد بن المسيَّب عبد الرَّحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، وساق الحديث عنهما عن أبي هريرة ☺، وقد أغربَ الكرمانيُّ حيث قال: وفي بعضها: <حُنين> بالنون، وهو تصحيفٌ.
(وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ) هو: عبدُ الله المروزي (عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ) هو: ابنُ المسيَّب (عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) يعني: أنَّ ابن المبارك وافق شبيبًا في لفظ (حنُين)، وخالفه في الإسناد وأرسل الحديث، وطريق ابن المبارك هذه وصلها المصنِّف في الجهاد [خ¦3062] (3) وليس فيه تعيين الغزوة (تَابَعَهُ) أي: تابع ابن المبارك (صَالِحٌ) أي: ابن كيسان (عَنِ الزُّهْرِيِّ) وقد روى البخاري هذه المتابعة في «تاريخه»: قال: قال لي عبد العزيز الأويسي عن إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب: أخبرني عبد الرَّحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك: أنَّ بعض من شهد مع النَّبي صلعم قال: إنَّ النَّبي صلعم قال لرجل معه: ((هذا من أهل النَّار)) الحديث.
قال الحافظُ العسقلاني: فظهرَ من هذا: أنَّ المراد بالمتابعة أنَّ صالحًا تابع رواية ابن المبارك عن يونس في ترك ذكر اسم الغزوة، لا في بقية المتن، ولا في الإسناد، وتعقَّبه العيني بأنَّا لا نُسلِّم ذلك؛ لأنَّ ابن المبارك تابع شبيبًا في لفظ (حُنين)، وصالح بن كَيسان تابعَ ابن المبارك، والظَّاهر أنَّ المتابعة أعمُّ من أن تكون في ذكر لفظ (حنين) وفي غيره من المتن والإسناد، ولا يلزمُ من عدم ذكر لفظ حنين في رواية البخاري في «تاريخه» أن لا يكون المراد من قوله: «ممَّن شهد مع النَّبي صلعم » شهودَهُ حنينًا لاحتمالِ طي بعضِ الرُّواة ذكره.
وقد رواه يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن صالح عن الزُّهري فقال: عن عبد الرَّحمن بن المسيَّب مرسلًا وَوَهم فيه، وكأنَّه أراد أن يقول: عن عبد الرَّحمن بن عبد الله بن كعب وسعيد بن المسيَّب فذهل.
(وَقَالَ الزُّبَيْدِيُّ) بضم الزاي وفتح الموحدة / وسكون التحتية وبالدال المهملة، هو محمدُ بن الوليد بن عامر، أبو الهذيل الشَّامي الحمصي (أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ كَعْبٍ) هو: عبدُ الرَّحمن بن عبد الله بن كعب (أَخْبَرَهُ: أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ) بالتَّصغير (ابْنَ كَعْبٍ) ويُروى مكبرًا: <عبد الله بن كعب> ولعلَّه هو الصَّواب (قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ شَهِدَ مَعَ النَّبِيِّ صلعم خَيْبَرَ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ) أي: ابن عمر بن الخطاب ♥ ، وفي رواية النَّسفي: <عبد الله بن عبد الله>، قال الغسَّاني: وأمَّا عبد الله بن عبد الله فلا أدري من هو، ولعلَّه وهم (وَسَعِيدٌ) هو ابن المسيَّب (عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) قال الحافظُ العسقلاني: هكذا أورده البخاري طريق الزُّبيدي هذه معلَّقة، وأجحفَ فيها في الاختصار، فإنَّه لم يَفْصِل بين رواية الزُّهري الموصولة عن عبد الرَّحمن، وبين روايته المرسلة عن عبيد الله وسعيد.
وقد أوضحَ ذلك في «التاريخ»، وكذلك أبو نُعيم في «المستخرج»، والذُّهلي في «الزُّهريات»، فأخرجوه من طريق عبد الله بن سالم الحمصي عن الزُّبيدي، فساقَ الحديث الموصول بالقصَّة، ثمَّ قال بعده: قال الزُّبيدي: قال الزُّهري: وأخبرني عبيد الله بن عبد الله وسعيد بن المسيَّب أنَّ رسول الله صلعم قال: ((يا بلال! قمْ فأذِّن أنَّه لا يدخل الجنَّة إلَّا مؤمنٌ، والله يؤيِّد هذا الدين بالرجل الفاجر)) هذا سياق البخاري. وفي سياق الذُّهلي: قال الزُّهري: وأخبرني عبد الرَّحمن بن عبد الله نبَّه عليه أبو عليٍّ الجياني.
هذا وقد اقتضى صنيع البخاري ترجيحَ رواية شُعيب ومَعمر، وأشار إلى أن بقيَّة الرِّوايات مُحتملة، وهذه عادته في الرِّوايات المختلفة إذا رَجَح بعضها عنده اعتمدَه، وأشار إلى البقيَّة، وأن ذلك لا يستلزم القدح في الرِّواية الرَّاجحة؛ لأنَّ شرط الاضطراب أن يتساوى وجوه الاختلاف فلا يرجح شيءٌ منها. وكذا رجَّح الذُّهلي رواية / شعيب ومَعمر قال: ولا تُدفع رواية الآخرين؛ لأن الزُّهري كان يقع له الحديث من عدِّة طُرق فيحمله أصحابه عنه بحسبِ ذلك. نعم ساق من طريق موسى بن عقبة وابن أخي الزُّهري عن الزُّهري موافقة الزُّبيدي على إرسال آخر الحديث.
قال المهلب: هذا الرجل ممن أعلمنا النَّبيُّ صلعم أنَّه نفذَ عليه الوعيد من الفسَّاق، ولا يلزم منه أنَّ كلَّ من قتل نفسه يُقضى عليه بالنَّار.
وقال ابنُ التِّين: يُحتمل أن يكون قوله: ((هو من أهل النَّار))؛ أي: إن لم يغفر الله له، ويُحتملُ أن يكون حين أصابتْه الجراحةُ ارتابَ وشكَّ في الإيمان، أو استحلَّ قتل نفسهِ فماتَ كافرًا، ويؤيِّده قوله صلعم في بقية الحديث: ((لا يدخلُ الجنَّة إلَّا نفس مسلمة)) وبذلك جزمَ ابن المنيَّر.
قال الحافظُ العسقلاني: والَّذي يظهر أنَّ المراد بالفاجر أعمُّ من أن يكون كافرًا أو فاسقًا، ولا يُعارضه قولُه صلعم : ((إنَّا لا نستعين بمشركٍ)) لأنَّه محمولٌ على من كان يُظهرُ الكفر أو هو منسوخٌ.
وفي الحديث إخباره صلعم بالمغيَّبات وذلك من معجزاتهِ الظَّاهرة، وفيه جواز إعلام الرَّجل الصَّالح بفضيلة تكون فيه والجهر بها.
[1] في الكواكب الدراي (أحقية)، وفي العمدة (حقيقة).
[2] بياض صحيح.
[3] ولم أره موصولًا هناك.