نجاح القاري لصحيح البخاري

باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن

          ░74▒ (باب قُدُومُ الأَشْعَرِيِّينَ) جمع الأشعري، نسبةً إلى الأشعر، وهو: نَبْت بن أَدَد بن زيد بن يَشْجُب بن عَرِيب بن زيد بن كَهْلان، / وإنما قيل [له]: الأشعر لأنَّه ولدته أمُّه أشعراً، والشَّعْر على كلِّ شيءٍ منه. وقال الكرماني: وفي بعض النُّسخ: <الأشعرين> بحذف إحدى الياءين وتخفيف الباقي.
          (وَأَهْلِ الْيَمَنِ) هو من عطف العام على الخاص؛ لأنَّ الأشعريين من أهل اليمن، قال الحافظُ العسقلاني: ومع ذلك ظهرَ لي أنَّ في المراد بأهل اليمن خصوصًا آخر، وهو ما سأذكره من قصَّة نافع بن زيد الحميري أنَّه قدم وافدًا في نفرٍ من حمير، والله تعالى أعلم.
          (وَقَالَ أَبُو مُوسَى) هو: عبدُ الله بن قيس الأشعري ☺ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم هُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ) أي: الأشعريون مني وأنا منهم، وكلمة ((من)) في ذلك تُسمى بمن الاتِّصالية؛ أي: هم متَّصلون بي، ومعناه: المبالغة في اتِّحاد طريقيهما واتِّفاقهما على طاعة الله تعالى، وهذا طرف من حديث قد وصله البخاري في الشَّركة [خ¦2486]: حدثنا محمَّد بن العلاء:حدثنا حماد بن أسامة، عن بُرَيد عن أبي بُرْدة عن أبي موسى قال: قال النَّبي صلعم : ((إنَّ الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قلَّ طعام عيالهم بالمدينة جمعوا، ثمَّ اقتسموا بينهم، فهم منِّي وأنا منهم)) ومرَّ الكلام فيه هناك.