نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: اربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا

          4205- (حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ) التَّبوذكي، قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ) هو: ابنُ زياد (عَنْ عَاصِمٍ) أي: ابن سليمان الأحول (عَنْ أَبِي عُثْمَانَ) هو: عبدُ الرَّحمن بن مُلٍّ النَّهْدي _بالنون_ وهؤلاء كلُّهم بصريون (عَنْ أَبِي مُوسَى) هو: عبدُ الله بن قيس الأشعري، ويُروى: <عن أبي موسى الأشْعَريّ> بزيادة النسبة (قَالَ) أي: أنَّه قال: (لَمَّا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ) ويُروى: <النَّبيّ> ( صلعم خَيْبَرَ، أَوْ قَالَ) شك من الرَّاوي: (لَمَّا تَوَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صلعم أَشْرَفَ النَّاسُ عَلَى وَادٍ) ظاهره يوهم أنَّ ذلك وقع وهم ذاهبون إلى خيبر، وليس كذلك، بل إنما وقع ذلك حال رجوعهم؛ لأنَّ أبا موسى ☺ إنما قدم بعد فتح خيبر مع جعفر، فحينئذٍ يحتاج إلى تقدير / ليتضح الكلام تقديره: لما توجَّه النَّبي صلعم إلى خيبر فحاصرَها ففتحها ففرغَ فرجع أشرف النَّاس على واد.
          (فَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالتَّكْبِيرِ: اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلعم : ارْبَعُوا) بكسر الهمزة، معناه: ارفقوا، يُقال: ربع عليه يربَع رَبْعًا: إذا كفَّ عنه، وأربع على نفسهِ كفَّ عنها، وأرفق بها (عَلَى أَنْفُسِكُمْ، إِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا، وَهْوَ مَعَكُمْ. وَأَنَا خَلْفَ دَابَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلعم ، فَسَمِعَنِي وَأَنَا أَقُولُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَقَالَ لِي: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ! قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ) يعني: يا رسول الله، وحَذْف حرف النِّداء كثير (قَالَ: أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ) كلمة (من) الأولى للتبيين، والثانية للتَّبعيض (قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ) وقد مضى الحديث في الجهاد، في باب ما يُكره من رفع الصَّوت بالتَّكبير [خ¦2992].
          ومطابقته للترجمة ظاهرةٌ.