نجاح القاري لصحيح البخاري

قصة أهل نجران

          ░72▒ (قِصَّةُ أَهْلِ نَجْرَانَ) (1) بفتح النون وسكون الجيم، بلدٌ كبيرٌ على سبع مراحل من مكة إلى جهة اليمن، يشتملُ على ثلاث وسبعين قرية مسيرة يوم للرَّاكب السَّريع، كذا في زيادات يونس بن بُكير بإسناد له في ((المغازي))، وكان نجران منزلاً للنَّصارى، وكان أهلها أهل كتاب. وذكر ابنُ إسحاق: أنَّهم وفدوا على النَّبي صلعم بمكَّة، وهم حينئذٍ عشرون رجلًا، لكن أعاد ذكرهم في الوفود بالمدينة، فكأنَّهم قدموا مرَّتين.
          وقال ابنُ سعد: كان النَّبي صلعم كتب إليهم فخرجَ إليه وفدهُم في أربعة عشر رجلًا من أشرافهم، وعند ابنِ إسحاق أيضًا من حديث كُرْز بن علقمة أنَّهم كانوا أربعة وعشرين رجلًا، وسردَ أسماءهم.


[1] في هامش الأصل: {فَمَنْ حَاجَّكَ} من النصارى {فِيهِ} في عيسى { مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ } البينات الموجبة للعلم { فَقُلْ تَعَالَوْاْ} هلموا بالرأي والعزم { نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ} أي: يدع كلٌّ منا ومنكم نفسه وأعزة أهله وألصقهم بقلبه إلى المباهلة ويحمل عليها، وإنما قدمهم على النفس لأن الرَّجل يخاطر بنفسه لهم ويحارب دونهم {ثُمَّ نَبْتَهِلْ} أي: نتباهل بأن يلعن الكاذب منا. والبهلة _ بالضم والفتح _ اللعنة، وأصله الترك من قولهم: أبهلت الناقة إذا تركتها بلا صرار؛ أي: الخيط الذي يشد فوق الخلف {فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ } عطف فيه بيان. روي أنَّه لما دعوا إلى المباهلة قالوا: حتَّى ننظر، فلما تخالو قالوا للعاقب وكان ذا رأيهم ما ترى فقال والله لقد عرفتم نبوته ولقد جاءكم بالفصل في أمر صاحبكم والله ما باهل قوم نبيا إلَّا هلكوا فإن أبيتم إلَّا إلف دينكم فوادعوا الرَّجل وانصرفوا فأتو رسول الله صلعم وقد غدا محتضناً الحسين، آخذاً بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه، وعلي خلفها، وهو يقول: ((أنا إذا دعوت فأمنوا)) فقال أسقفهم: يا معشر النصارى إني لأرى وجوهاً لو سألوا الله أن يُزيل جبلًا من مكانه لأزالهُ فلا تباهلوا فتهلكوا، فأذعنوا لرسول الله صلعم، وبذلوا الجزية ألقى حلة حمراء وثلاثين درعًا من حديد فقال صلعم: ((والذي نفسي بيده لو تباهلوا لمسخوا قردة وخنازير، ولاضطرم عليهم الوادي نارًا، ولااستأصل الله نجران وأهله حتَّى الطَّير على الشجر)) وهو دليل على نبوَّته وفضل من أتى بهم من أهل بيته. كذا في ((تفسير القاضي)).