نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: لا أدري أنهى عنه رسول الله من أجل أنه كان حمولة الناس

          4227- (حَدَّثَنِي) بالإفراد ويُروى: <حدَّثنا> (مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ) جعفر السِّمْنَاني _بكسر المهملة وسكون الميم وبنونين بينهما ألف_، كان حافظًا، وكان من أقران البخاري، وعاشَ بعده خمس سنين. قال الكرمانيُّ: مات سنة إحدى وستين ومائة، وفيه نظرٌ. وقد ذكر الكلاباذي ومن تبعه أنَّ البخاري ما روى عنه غير هذا الحديث. وقال الحافظُ العسقلاني: لكن تقدَّم في العيدين [خ¦971] حديث آخر قال البخاري فيه: حدَّثنا محمد:حدثنا عمر بن حفص، فالَّذي يظهر أنَّه هذا، وتعقَّبه العيني بأنَّه يحتمل أن يكون غيره.
          (حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ) / بالمهملتين، ابن غياث كما في رواية؛ أي: ابن طَلْق بن معاوية، أبو حفص النَّخعي الكوفي، وهو أحدُ مشايخ البخاريِّ قد روى البخاري عنه الكثير، وقد روى عنه هنا بالواسطة (قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي) أي: حفصُ بن غياث (عَنْ عَاصِمٍ) هو: ابنُ سليمان الأحول (عَنْ عَامِرٍ) هو: ابنُ شراحيل الشَّعبي (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ☻ ) أنَّه (قَالَ: لَا أَدْرِي أَنَهَى عَنْهُ) أي: عن لحم الحُمُر الأهلية، والهمزة فيه للاستفهام على سبيلِ الاستخبار (رَسُولُ اللَّهِ صلعم مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ كَانَ حَمُولَةَ النَّاسِ) بفتح الحاء، هي الَّتي يحمل عليها الناس من الدَّواب سواء كانت عليها الأحمال أو لم تكن كالركوبة، وقال الكرمانيُّ: الحَمولة _بالفتح_ الَّتي تحمل، وكذلك كلُّ ما احتمل عليه الحي من حمارٍ أو غيره سواء كانت عليه الأحمال أو لم تكن.
          (فَكَرِهَ أَنْ تَذْهَبَ حَمُولَتُهُمْ، أَوْ حَرَّمَهُ فِي يَوْمِ خَيْبَرَ) يعني: تحريمًا مطلقًا أبديًا (لَحْمَ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ) بيان للضَّمير الَّذي في (عنه)، وفي (حرَّمه)، ويجوز فيه النَّصب على تقدير: أعني: لحم الحُمُر الأهليَّة، والرفع على تقدير: هو لحمُ الحُمُر الأهليَّة.
          ومطابقة الحديث للترجمة ظاهرةٌ، وقد أخرجه مسلم في الذَّبائح.