نجاح القاري لصحيح البخاري

باب مرجع النبي من الأحزاب ومخرجه إلى بنى قريظة ومحاصرته إياهم

          ░30▒ (بابُ مَرْجَعِ النَّبِيِّ صلعم ) المرجَع _بفتح الجيم_ مصدر ميميٌّ بمعنى الرُّجوع (مِنَ الأَحْزَابِ) أي: من الموضع الذي كان يقاتل فيه الأحزاب إلى منزلهِ بالمدينة (وَمَخْرَجِهِ) أي: وخروجه منه (إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ وَمُحَاصَرَتِهِ) أي: ومحاصرةِ النَّبي صلعم (إِيَّاهُمْ) أي: بني قُرَيظة.
          وقد تقدَّم السَّبب في ذلك وهو ما وقعَ من بني قُريظة من نقض عهدهِم وممالاتهم لقريش وغَطَفان عليه، وتقدَّم نسب بني قُريظة في غزوة بني النَّضير [خ¦64/14-5956].
          وذكر عبد الملك بن يوسف أنهم كانوا يزعمون أنَّهم من ذرِّيَّة شعيب ◙ وهو محتملٌ، وأنَّ شعيباً ◙ كان من بني جذام / القبيلة المشهورة، وهو بعيد جداً، وتقدَّم أيضاً أن توجه النَّبي صلعم كان لسبعٍ بقين من ذي القعدة وأنَّه خرجَ إليهم في ثلاثة آلاف. وقال الواقديُّ: في بقية ذي القعدة وأوَّل ذي الحجة.
          وقال ابنُ سعد: خرج إليهم يوم الأربعاء لسبعٍ بقين من ذي القعدة في ثلاثة آلاف رجلٍ، والخيل ستَّة وثلاثون فرساً، فحاصرهُم بضعاً وعشرين ليلة، وقيل: خمساً وعشرين ليلة، وقيل: خمس عشرة ليلة. وقال ابنُ سعد: وانصرفَ راجعاً يوم الخميس لثمان خلون من ذي الحجَّة.