نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: لولا آخر المسلمين ما فتحت عليهم قرية إلا قسمتها

          4236- (حَدَّثَنِي) ويُروى: <حدَّثنا> (مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى) قال: (حَدَّثَنَا) ويُروى: <أخبرنا> (ابْنُ مَهْدِيٍّ) هو: عبدُ الرَّحمن بن مَهْدي (عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ ☺) أنَّه (قَالَ: لَوْلَا آخِرُ الْمُسْلِمِينَ) ويُروى: <لولا آخر النّاس> (مَا فُتِحَتْ عَلَيْهِمْ قَرْيَةٌ إِلَّا قَسَمْتُهَا، كَمَا قَسَمَ النَّبِيُّ صلعم خَيْبَرَ) وهذا طريق آخر في حديث عمر ☺. ووقع في «غرائب أبي عبيد»: عن ابن مهدِي عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم، فهو محمولٌ على أنَّ لعبد الرَّحمن بن مهدي فيه شيخين؛ لأنَّه ليس في رواية مالك قوله: ((ببانًا))، وهو في رواية هشام بن سعد، كما وقعَ في رواية محمد بن جعفر بن أبي كثير.
          ثمَّ إنَّ الحديث قد سبق في الجهاد، في أبواب الخُمُس في باب الغنيمة لمن شهد الوقعة [خ¦3125].
          وقد مرَّ الكلام فيه هناك قالوا: وقد غنمَ رسول الله صلعم غنائمَ وأراضيَ ولم ينقل عنه أنَّه قسمَ فيها إلَّا خيبر، وذكر أنَّه إجماع السَّلف، فإن رأى الإمام في وقت من الأوقات قسمها رأيًا لم يمتنعْ ذلك فيما يفتحه.