الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

{قل يا أيها الكافرون}

           ░░░109▒▒▒ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}
          ♫
          وفي «نسخ الشُّروح الثَّلاثة» بزيادة لفظ <سورة> مِنْ غير بسملةٍ، قال العلَّامة العينيُّ: ويقال لها: سورة الكافرين والمتشقِّسة كذا في النُّسخة الَّتي بأيدينا، وفي نسخة الحافظ: بدله المقشقشة أي: المبرِّئة مِنَ النِّفاق وهي مكِّيَّةٌ، والخطاب لأهل مكَّة منهم الوليد بن المغيرة والعاص بن وائلٍ وأميَّة بن خلفٍ، قالوا: ((يا محمَّد فاتَّبع ديننا ونتَّبع دينك نشركك(1) في أمرنا كلِّه، تعبد آلهتنا سنةً ونعبد إلهك سنةً، فقال: مَعاذ الله أن أشرك به غيره)) فأنزل الله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون:1]... إلى آخر السُّورة. انتهى.
          قال الحافظ: وقد أخرج ابن أبي حاتمٍ مِنْ حديث ابن عبَّاسٍ قال: قالت قريشٌ للنَّبيِّ صلعم: ((كفَّ عن آلهتنا فلا تذكرْها بسوءٍ، فإن لم تفعل فاعبد آلهتنا سنةً ونعبد إلهك سنةً، فنزلت)) وفي إسناده أبو خلفٍ عبد الله بن عيسى وهو ضعيفٌ.
          وقال الحافظ أيضًا: تنبيه: لم يورد في هذه السُّورة حديثًا مرفوعًا، ويدخل فيها حديث جابرٍ أنَّ النَّبيَّ صلعم قرأ في ركعتَي الطَّواف {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون:1] و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:1] أخرجه مسلمٌ، وقد ألزمه الإسماعيليُّ بذلك حيث قال في تفسير {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} [التين:1] لمَّا أورد البخاريُّ حديث البراء أنَّ النَّبيَّ صلعم قرأ بها في العشاء، قال الإسماعيليُّ: ليس لإيراد هذا معنًى هنا، وإلَّا للزمه أن يورد كلَّ حديث وردت فيه قراءته لسورةٍ مسمَّاةٍ في تفسير تلك السُّورة. انتهى. /


[1] في (المطبوع): ((ونشركك)).