الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

سورة الأنفال

          < ♫
           ░░░8▒▒▒ سورة الأنفال>
          هكذا في «النُّسخ الهنديَّة» بتقديم البسملة على سورة الأنفال، وفي «نسخة الشُّروح الثَّلاثة» بعكسها، قال العلَّامة العينيُّ وهي مدنيَّةٌ إلَّا خمس آياتٍ فإنَّها مكِّيَّةٌ وهي قوله: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ} [الأنفال:55]... إلى آخر الآيتين، وقوله: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [الأنفال:30] إلى قوله: {بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [الأنفال:32] وفيها آيةٌ أخرى اختُلف فيها وهي قوله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} الآية [الأنفال:33] وقال الحصَّار في كتابه «النَّاسخ والمنسوخ»: مدنيَّةٌ باتِّفاقٍ، وحكى القُرْطُبيُّ عن ابن عبَّاسٍ: مدنيَّةٌ إلَّا سبعَ آياتٍ مِنْ قوله: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [الأنفال:30]... إلى آخر سبع آيات، وقال السَّخاويُّ: نزلت قبل آل عمران وبعد البقرة. انتهى.
          <قوله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} إلى آخره [الأنفال:1]> كذا في «النُّسخ الهنديَّة» بغير لفظ: (باب) وكذا / في «نسخة الفتح والقَسْطَلَّانيِّ» وأمَّا في «نسخة العينيِّ»: فبزيادة لفظ: <باب>، وقال: وليس في كثيرٍ مِنَ النُّسخ لفظ: (باب). انتهى.
          وقال القَسْطَلَّانيُّ: قوله تعالى: ({يَسْأَلُونَكَ}) مَنْ حضر بدرًا {عَنِ الْأَنْفَالِ} أي: عن حكمها لاختلافٍ وقع بينهم فيها يأتي ذكره، إن شاء الله تعالى.
          قوله(1): ({قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} [الأنفال:1]) يقسمها صلعم على ما يأمره الله تعالى ({فَاتَّقُوا اللَّهَ} [الأنفال:1]) في الاختلاف ({وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} [الأنفال:1]) أي: الحال الَّتي بينكم إصلاحًا يحصل به الألفة والاتِّفاق وذلك بالمواساة والمساعدة في الغنائم.
          (قال ابن عبَّاسٍ) فيما وصله ابن أبي حاتمٍ مِنْ طريق عليِّ بن أبي طلحة عنه: (الأنفال) هي (المغانم) كانت لرسول الله صلعم خالصةً ليس لأحدٍ فيها شيءٌ، وقيل: سُمِّيت الغنائم أنفالًا لأنَّ المسلمين فُضِّلوا بها على سائر الأمم الَّذين لم تحلَّ لهم، وسمَّى(2) التَّطوُّع نافلةً لزيادته على الفرض، وفي الاصطلاح: ما شرطه الإمام لِمَنْ يباشر خطر التَّقدُّم(3) طليعةً وكشرط السَّلَب للقاتل. انتهى.
          قال الحافظ: وروى أبو داود والنَّسائيُّ عن ابن عبَّاسٍ قال: لمَّا كان يوم بدرٍ قال رسول الله صلعم: ((مَنْ صنع كذا فله كذا)) الحديث، فنزلت: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} [الأنفال:1] انتهى.
          وكتب الشَّيخ في «اللَّامع»: قوله: (الأنفال: المغانم)، احتاج إلى تفسيره لمَّا اشتهر استعمال التَّنفُّل(4) فيما يعطيه الإمام زيادةً على السَّهم، وهو غير مرادٍ هاهنا، وذكر العطيَّة في ترجمة النَّافلة استطرادٌ [و]تنبيهٌ على المعنى اللُّغويِّ.


[1] قوله: ((قوله)) ليس في (المطبوع).
[2] في (المطبوع): ((وسُمي)).
[3] في (المطبوع): ((خطرًا كتقدُّم)).
[4] في (المطبوع): ((النفل)).