الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

{لا أقسم}

           ░░░90▒▒▒ <{لَا أُقْسِمُ}>
          كذا في «النُّسخة الهنديَّة»، وفي «نسخ الشُّروح الثَّلاثة» بزيادة <سورة>، وليست البسملة في شيءٍ مِنَ النُّسخ الموجودة.
          قال العينيُّ: وهي مكِّيَّةٌ، قال الحافظ: ويقال لها أيضًا: سورة البلد، واتَّفقوا على أنَّ المراد بالبلد مكَّة شرَّفها الله تعالى.
          قوله: (وقال مجاهدٌ: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ} [البلد:2] مكَّة ليس عليك ما على النَّاس فيه مِنَ الإثم) قال الحافظ: وصله الفِريابيُّ مِنْ طريق ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ بلفظ: يقول: لا تؤاخَذ بما عملت فيه، وليس عليك فيه ما على النَّاس، وقد أخرجه الحاكم مِنْ طريق منصورٍ عن مجاهدٍ فزاد فيه عن ابن عبَّاسٍ بلفظ: أحلَّ الله له أن يصنع فيه ما شاء، ولابن مَرْدويه مِنْ طريق عكرمة عن ابن عبَّاسٍ: يحلُّ لك أن تقاتل فيه، وعلى هذا فالصِّيغة للوقت الحاضر، والمراد الآتي لتحقُّق وقوعه، لأنَّ السُّورة مكِّيَّةٌ، والفتح بعد الهجرة بثمان سنين. انتهى.
          قال العينيُّ: ومعنى {حِلٌّ} أنت يا محمَّد حلالٌ بهذا البلد في المستقبل تصنع فيه ما تريد مِنَ القتل والأسر، وذلك أنَّ الله ╡ أحل لنبيِّه يوم الفتح حتَّى قَتل مَنْ قتل وأخذ ما شاء وحرَّم ما شاء، فقَتل ابن خطلٍ وأصحابه، وحرَّم دار أبي سفيان، وقال الواسطيُّ: المراد المدينة حكاه في «الشِّفاء»، والأوَّل أصحُّ، لأنَّ السُّورة مكِّيَّةٌ. انتهى.
          قال الحافظ: لم يذكر المصنِّف في سورة البلد حديثًا مرفوعًا، ويدخل فيها حديث البراء قال: ((جاء أعرابيٌّ فقال: يا رسول الله علِّمني عملًا يدخلني الجنَّة، قال: لئن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضتَ المسألة أعتق النَّسمة أو فكَّ الرَّقبة، قال: أوليستا بواحدةٍ؟ قال: لا، إنَّ عِتق النَّسمة أن تنفرد بعتقها وفكَّ الرَّقبة أن تعين في عتقها)) أخرجه أحمد وابن مَرْدَويه مِنْ طريق عبد الرَّحمن ابن عوسجة عنه، وصحَّحه ابن حِبَّان. انتهى.