الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

{والعصر}

           ░░░103▒▒▒ ({وَالْعَصْرِ}
          ♫)
          وفي «نسخ الشُّروح الثَّلاثة» بزيادة لفظ <سورة>، والبسملة ساقطةٌ عن «نسخ الشُّروح»، قال العينيُّ: وهي مكِّيَّةٌ، قال الحافظ: العصر: / اليوم واللَّيلة، قال عبد الرَّزَّاق عن مَعْمرٍ، قال الحسن: العصر: العشيُّ، وقال قَتادة: ساعةٌ مِنْ ساعات النَّهار.
          قوله: (يقال: الدَّهر أقسم به) وفي «نسخة الشُّروح» وقال يحيى: الدَّهر أقسم به، قال الحافظ: سقط (يحيى) لأبي ذَرٍّ، وهو يحيى بن زيادٍ الفرَّاء، فهذا كلامه في «معاني القرآن». انتهى.
          قلت: إنَّما ذكره الإمام البخاريُّ لأنَّهم اختلفوا في تفسير العصر على أقوالٍ كما تقدَّم عن «الفتح»، وفي «الجلالين» قوله: العصر: الدَّهر أو ما بعد الزَّوال إلى الغروب أو صلاة العصر. انتهى.
          زاد الرَّازيُّ قولًا رابعًا: إنَّه قسمٌ بزمان الرَّسول ╕ لقوله صلعم: ((مَثَلُكم ومَثَلُ مَنْ كان قبلكم مثل رَجلٍ استأجر أجيرًا)...) الحديث، فهذا الخبر دالٌّ على أنَّ العصر هو الزَّمان المختصُّ به وبأمَّته... إلى آخر ما بسط، ثُمَّ قال البخاريُّ: (أَقْسَم به) نبَّه بذلك على أنَّ الواو للقسم، وأشار إشارةً لطيفةً إلى جواز حَلِفِه تعالى بمخلوقه، وفي «الجمل» تحت قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} الآية [الواقعة:75] قال القُشيريُّ: هو قسمٌ ولله أن يقسم بما يريد، وليس لنا أن نقسم بغير الله تعالى وصفاته القديمة. انتهى إلى آخر ما بسط في «هامش اللَّامع».
          قال الحافظ: تنبيه: لم أرَ في تفسير هذه السُّورة حديثًا مرفوعًا صحيحًا، لكنْ ذكر بعض المفسِّرين فيها حديث ابن عمر: (مَنْ فاتته صلاة العصر) وقد تقدَّم في صفة الصَّلاة مشروحًا. انتهى.