الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

سورة الفتح

           ░░░48▒▒▒ سورة الفتح
          وفي «نسخ الشُّروح الثَّلاثة» بزيادة البسملة بعدها، قال العينيُّ: وهي مدنيَّةٌ، قيل: نزلت بين الحُديبية والمدينة مُنْصَرَفه مِنَ الحديبية أو بكراع الغميم، والفتح: صلح الحُديبية، وقيل: فتح مكَّة. انتهى.
          قوله: ({سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ} [الفتح:29] السَّحْنة) وفي رواية المُسْتَمْلي والكُشْمِيهَنيِّ والقابسيِّ: <السَّجدة> والأوَّل أولى، فقد وصله ابن [أبي] حاتمٍ مِنْ طريق الحاكم عن مجاهدٍ كذلك، والسَّحنة بالسِّين وسكون الحاء المهملتين، وقيَّده ابن السَّكَن والأَصيليِّ بفتحهما، قال عياضٌ: وهو الصَّواب عند أهل اللُّغة، وهو لينُ البشرةِ والنِّعمةُ وقيل: الهيئة، وقيل: الحال. انتهى.
          وقال العُكْبَريُّ: السَّحنة: بفتح أوَّله وسكون ثانية: لون الوجه، ولرواية المستملي ومَنْ وافقه توجيهٌ لأنَّه يريد بالسَّجدة أثرها في الوجه، يقال: لأثر السُّجود في الوجه سجدةٌ وسجادةٌ.
          قوله: (وقال منصورٌ عن مجاهدٍ: التَّواضع) وصله عليُّ بن المَدينيِّ عن جريرٍ عن منصورٍ ورُوِّيناه في «الزُّهد» لابن المبارك، وفي «تفسير عبد بن حُميدٍ» وابن أبي حاتمٍ عن مجاهدٍ قال: هو الخشوع، زاد في روايةٍ زائدةٍ قلت: ما كنت أراه إلَّا هذا الأثر الَّذي في الوجه فقال: ربَّما كان بين عينَيْ مَنْ هو أقسى قلبًا مِنْ فرعون. انتهى.
          قال القَسْطَلَّانيُّ: وقال بعضهم: إنَّ للحسنة نورًا في القلب وضياءً في الوجه وسَعةً في الرِّزق ومحبَّةً في قلوب النَّاس، فما كنَّ(1) في النَّفس ظهر على صفحات الوجه، وفي حديث جُنْدُب بن سفيان البَجَليِّ عند الطَّبَرانيِّ مرفوعًا: ((ما أسرَّ أحدٌ سريرةً إلَّا ألبسه الله رداءها إنْ خيرًا فخيرٌ وإنْ شرًّا فشرٌّ)) وغير ذلك مِنَ الأقوال ذكرها القَسْطَلَّانيُّ.


[1] في (المطبوع): ((كمنَ)).