الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

الحشر

           ░░░59▒▒▒ <الحَشْرُ>
          وهكذا في «نسخة القَسْطَلَّانيِّ» بغير لفظ (سورة)، وفي «نسخة الحافظين» بزيادته، والبسملة مذكورةٌ في «نسخ الشُّروح الثَّلاثة»، قال العينيُّ: وهي مدنيَّةٌ، وسمُِّيت سورة الحشر لقوله تعالى: {هُوَ الَّذي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} الآية(1) [الحشر:2]، يعني: الله هو الَّذي أخرج الَّذين كفروا مِنْ بني النَّضير الَّذين كانوا بيثرب، وعن ابن إسحاق كان جلاء بني النَّضير مرجع النَّبِيِّ صلعم مِنْ أُحُدٍ، وكان فتح قُريظة عند مرجعه مِنَ الأحزاب، وبينهما سنتان، وإنَّما قال: {لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} [الحشر:2] لأنَّهم أوَّل مَنْ حُشروا مِنْ أهل الكتاب ونُفُوا مِنَ الحجاز وكان حشرهم إلى الشَّام، وعن مرَّة الهَمْدانيِّ: كان هذا أوَّل الحشر مِنَ المدينة، والحشر الثَّاني مِنْ خيبر وجميعِ جزيرة العرب إلى أَذْرِعاتٍ وأريحا مِنَ الشَّام في أيَّام عمر بن الخطَّاب ☺ ، وعن قتادة: كان هذا أوَّل الحشر، والحشر الثَّاني نارٌ تحشرهم مِنَ المشرق إلى المغرب تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا، وتأكل منهم مَنْ تخلَّف. انتهى.
          قلت: وقد ترجم المصنِّف في كتاب الرِّقاق (باب: كيف الحشر) وسيأتي تفصيل الكلام على الحشر هناك، وسيأتي هناك أنَّها أربعةٌ كما بسط في «هامش اللَّامع»، وسيأتي في البخاريِّ عن سعيد بن جُبيرٍ أنَّه قال: قلت لابن عبَّاسٍ: سورة الحشر، قال: قل سورة [بني] النَّضير، قال القَسْطَلَّانيُّ: قال الزَّرْكشيُّ: وإنَّما كره ابن عبَّاسٍ تسميتها بالحشر لأنَّ الحشر يومُ القيامة، وزاد في «الفتح» وإنَّما المراد به هنا إخراج بني النَّضير. انتهى.
          قوله: (الجلاء: الإخراج مِنْ أرضٍ إلى أرضٍ) هو قول قَتادة أخرجه ابن أبي حاتمٍ مِنْ طريق سعيدٍ عنه، وقال أبو عُبيدة: يقال: الجلاء والإجلاء(2)، أَجْلَاه: أخرجه، وأَجْلَيْتُهُ: أخرجته، والتَّحقيق أنَّ الجلاء أخصُّ مِنَ الإخراج، لأنَّ الجلاء ما كان مع الأهل والمال، والإخراج أعمُّ منه.


[1] قوله: ((الآية)) ليس في (المطبوع).
[2] في (المطبوع): ((الإجلاء)).