الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

سورة الأنبياء

           ░░░21▒▒▒ <سورة الأنبياء>
          هكذا في «النُّسخ الهنديَّة» بغير بسملةٍ، وفي نسخ الشُّروح بزيادة البسملة، قالوا: سقطت البسملة لغير أبي ذَرٍّ.
          قال العينيُّ: قال ابن مَرْدَويه: عن عبد الله بن الزُّبَير وعبد الله بن عبَّاسٍ ♥ أنَّها نزلت بمكَّة، وكذا قال مقاتلٌ، وفي «مقامات التَّنزيل» اختلفوا في آيةٍ منها وهي قوله: {أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} [الأنبياء:44]، وعن السَّخَاويِّ أنَّها نزلت بعد سورة إبراهيم وقبل سورة الفتح. انتهى.
          قال الحافظ: ذكر فيه حديث ابن مسعودٍ قال: بني إسرائيل والكهف... إلى آخره، وقد تقدَّم شرحه مستوفًى / في تفسير {سُبْحَانَ}، وزاد في هذه الرِّواية ما لم يذكره في تلك، وحاصله أنَّه ذكر خمس سُورٍ متواليةً، ومقتضى ذلك أنَّهن نزلن بمكَّة، لكن اختلف في بعض آياتٍ منهنَّ، أمَّا في {سُبْحَانَ} فقوله: {وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا} الآية [الإسراء:33]، وقوله: {وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ} [الإسراء:76] إلى {تَحْوِيلًا} [الإسراء:77]، وقوله : {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ} الآية [الإسراء:101]، وقوله: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ} الآية [الإسراء:80]، وفي الكهف قوله: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ} الآية [الكهف:28]، وقيل: مِنْ أوَّلها إلى {أَحْسَنُ عَمَلًا} [الكهف:7]، وفي مريم: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} الآية [مريم:71]، وفي طه: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} الآية [طه:130]، وفي الأنبياء: {أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا} الآية [الأنبياء:44]، قيل في جميع ذلك: إنَّه مدنيُّ، ولا يثبت شيءٌ مِنْ ذلك، والجمهور على أنَّ الجميع مكِّيَّاتٌ، وشذَّ مَنْ قال خلاف ذلك. انتهى.