الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

حم الزخرف

           ░░░43▒▒▒ <حم الزُّخْرُف>
          وهكذا في «نسخة القَسْطَلَّانيِّ»، وفي «نسخة الفتح والعينيِّ» بزيادة لفظ السُّورة والبسملة بعدها، قال العينيُّ: قال مقاتلٌ: هي مكِّيَّةٌ، غيرَ آيةٍ واحدةٍ وهي: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا} الآية [الزخرف:45].
          وقال أبو العبَّاس: مكِّيَّةٌ لا اختلاف فيها، قال ابن سِيدَهْ: زخرف(1) الذَّهب، هذا الأصل، ثُمَّ سمِّي كلُّ زينةٍ زُخْرُفًا، وزُخْرُف البيت: زينته. انتهى.
          قوله: (وقال ابن عبَّاسٍ: {وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} [الزخرف:33]، لولا أن جُعل(2) النَّاس كلُّهم كفَّارًا...) إلى آخره، قال العينيُّ: أي: قال ابن عبَّاسٍ في قوله تعالى: {وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ} الآية، وقد فسَّرها ابن عبَّاسٍ بقوله: (لولا أن جعل(3)) إلى آخره.
          وكتب الشَّيخ في «اللَّامع» قوله: (لولا أن جعل(4)) أي: لولا كراهيه(5) ذلك. انتهى.
          وفي «هامشه» وفي «الجلالين»: المعنى: لولا خوف الكفر على المؤمن مِنْ إعطاء الكافر ما ذكر لأعطيناه ذلك، قال صاحب «الجمل»: في الكلام حذف المضاف، أي: ولولا خوفُ أن يكون النَّاس، لكن في تقدير هذا المضاف شيءٌ، لأنَّ / الله تعالى لا يخاف مِنْ شيءٍ فالأولى في تقرير الآية ما سلكه البيضاويُّ، ونصُّه: أي: لولا أن يرغبوا في الكفر إذا رأَوا الكفَّار في سَعةٍ وتنعُّمٍ لحبِّهم الدُّنيا فيجتمعوا عليه، وقدَّر الزَّمَخْشَريُّ فيه مضافًا فقال: لولا كراهةُ أن يجتمعوا على الكفر... إلى آخره، والغرض مِنْ تقديره أنَّ كراهته(6) الاجتماع هي المانعة مِنْ تمتيع الكفَّار. انتهى مختصرًا.


[1] في (المطبوع): ((الزخرف)).
[2] في (المطبوع): ((أجعل)).
[3] في (المطبوع): ((أجعل)).
[4] في (المطبوع): ((أجعل)).
[5] في (المطبوع): ((كراهيةُ)).
[6] في (المطبوع): ((كراهة)).