الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

والصافات

           ░░░37▒▒▒ <{وَالصَّافَّاتِ}>
          وهكذا في «نسخة القَسْطَلَّانيِّ» بدون البسملة ولفظ السُّورة، في(1) «نسخة الحافظين» بزيادتهما.
          قال العينيُّ: وهي مكِّيَّةٌ، إلَّا ما رُوي عن عبد الرَّحمن بن زيدان(2): قوله: {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ} [الصافات:51]... إلى آخر هذه القصَّة. انتهى مِنَ العينيِّ.
          قوله: (وقال مجاهدٌ) في قوله تعالى بسورة سبأ: ({وَيَقْذِفُونَ}) بفتح أوَّله وكسر ثالثه ({بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ}) [سبأ:53] أي: مِنْ كلِّ مكانٍ، وعند ابن أبي حاتمٍ عنه مِنْ مكانٍ / بعيدٍ يقولون: هو ساحرٌ هو كاهنٌ هو شاعرٌ. انتهى مِنَ القَسْطَلَّانيِّ.
          وقال الحافظ: سقط هذا لأبي ذَرٍّ. انتهى.
          قلت: وليس هذا القول في «نسخة الكرمانيِّ والعينيِّ» وليس هو مِنْ سورة الصَّافات بل مِنْ سورة سبأٍ كما تقدَّم، ولعلَّ الإمام البخاريَّ ذكره لمناسبة قوله: {وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ. دُحُورًا} [الصافات:8-9] وهو مِنَ الصَّافات، ومِنْ دأب الإمام البخاريِّ أنَّه يذكر بعض الألفاظ لمناسبة بعضٍ كما لا يخفى على ناظري الكتاب، والبسط في «هامش اللَّامع».
          قوله: ({تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ} [الصافات:28]) كتب الشَّيخ في «اللَّامع»: وإتيان اليمين كنايةٌ عن كون المقالة حقًّا، والمعنى: تُظْهِرون لنا أنَّ الَّذي تقولون لنا حقٌّ وصوابٌ. انتهى.
          وبسط في «هامشه» الكلام على تفسير هذه الآية، وكتب الشَّيخ أيضًا: قوله: (لا تذهب عقولهم) تفسيرٌ للنَّفي لا المنفيِّ فقط، وإن لم يُذكر حرف النَّفي هاهنا. انتهى.
          قوله: ({غَوْلٌ} وجعُ بطنٍ) أشار به إلى قوله تعالى: {لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ} [الصافات:47]، وفسَّر قوله: ({غَوْلٌ}) بقوله: (وجعُ بطنٍ) وهذا قول قتادة، وعن الكلبيِّ: لا فيها إثمٌ، نظيره: {لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ} [الطور:23] وعن الحسن: صُداعٌ، وقيل: لا تُذْهِبُ عقولَهم، وقيل: لا فيها ما يُكرَه.
          قوله: ({يَزِفُّونَ} النَّسلان في المشي) قال الحافظ: سقط هذا لأبي ذَرٍّ، وقد وصله عبد بن حُميدٍ مِنْ طريق شبلٍ عن ابن أبي نَجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله: {فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ} [الصافات:94] قال: الوَزِيف النَّسَلَان. انتهى.
          والنَّسَلان_بفتحتين _: الإسراع مع تقارب الخُطا وهو دون السَّعي. انتهى.
          قلت: وقد تقدَّم في كتاب الأنبياء: (باب: يزفُّون النَّسَلان في المشي) وتقدَّم الكلام عليه هناك.


[1] في (المطبوع): ((وفي)).
[2] في (المطبوع): ((زيدٍ أنَّ)).