الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

الأحقاف

           ░░░46▒▒▒ <الأحقاف>
          وهكذا في «نسخة القَسْطَلَّانيِّ»، وفي «نسخة الحافظين»: <سورة حم الأحقاف> والبسملة موجودةٌ في «الشُّروح الثَّلاثة».
          قال العلَّامة العينيُّ: وقال(1) أبو العبَّاس: هي مكِّيَّةٌ، وفيها آيتان مدنيَّتان: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ} [الأحقاف:10]، وقوله: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ} [الأحقاف:11].
          والأحقاف: قال الكِسائيُّ: هي ما استدار مِنَ الرَّمل واحدها حقفٌ، وحقافٌ مثل دبغٍ ودباغٍ ولبسٍ ولباسٍ، وقيل: الحقاف جمع الحقف والأحقاف جمع الجمع، وقال ابن عبَّاسٍ: الأحقاف: واديين(2) عمان ومهرة / وعن مقاتلٍ: كانت منازل عادٍ باليمن في حضرموت في موضعٍ يقال له: مُهرة تنسب إليها الجمال المهريَّة، وكانوا أهل عمدٍ سيَّارة في الرَّبيع، فإذا هاج العود رجعوا إلى منازلهم، وكانوا مِنْ قبيلة إرم، وعن الضَّحَّاك: الأحقاف: جبلٌ بالشَّام، وعن مجاهدٍ: هي أرض حسمى(3)، وعن الخليل: هي الرِّمال العظام. انتهى.
          قوله: (وقال غيره: أرأيتم هذه الألف إنَّما هي توعُّد...) إلى آخره، أي: غير ابن عبَّاسٍ، {أَرَأَيْتُمْ} مِنْ قوله: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} الآية [فصلت:52]، هذه الألف الَّتي في أوَّل {أَرَأَيْتُمْ} المستفهم بها إنَّما هي توعُّدٌ لكفَّار مكَّة حيث ادَّعوا صحَّة ما عبدوه مِنْ دون الله، إن صحَّ ما تدَّعون_بتشديد الدَّال _ في زعمكم ذلك لا يستحقُّ أن يُعبد لأنَّه مخلوقٌ، ولا يستحقُّ أن يُعبد إلَّا الخالقُ... إلى آخر ما قال القَسْطَلَّانيُّ.
          وكذا قال العينيُّ: إنَّ الإمام البخاريَّ أشار به إلى قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ} والأوجه عندي أنَّ الإمام البخاريَّ أشار به إلى تفسير قوله تعالى: {أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ} [الأحقاف:4] وهو الأوفق بسياق البخاريِّ كما هو ظاهرٌ، فإنَّ الاستدلال بالخلق وعدمه كما ذكره البخاريُّ في كلامه إنَّما هو مذكورٌ في هذه الآية لا في الآية الَّتي ذكرها الشُّرَّاح.


[1] في (المطبوع): ((قال)).
[2] في (المطبوع): ((وادٍ بين)).
[3] في (المطبوع): ((حسمي)).