الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

سبأ

           ░░░34▒▒▒ <سبأ>
          كذا في «النُّسخة الهنديَّة»، وفي «نسخة القَسْطَلَّانيِّ» بزيادة البسملة بغير لفظ سورة، وفي «نسخة الحافظين» بزيادتها(1)، قال القَسْطَلَّانيُّ: سقطت البسملة لغير أبي ذَرٍّ كلفظ سورة. انتهى.
          قال الحافظ: وهذه السُّورة سمِّيت بقوله فيها: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسَاكِنِهِمْ(2)} الآية [سبأ:15]، قال ابن إسحاق وغيره: هو سبأ بن يَشجُب بن يَعرُب بن قَحْطَان، ووقع عند التِّرْمِذيِّ وحسَّنه مِنْ حديث فَرْوة بن مُسَيْكٍ قال: ((أُنزل في سبأٍ ما أُنزل، فقال رَجل: يا رسول الله وما سبأ؟ أرضٌ أو امرأةٌ؟ قال: ليس بأرضٍ ولا امرأةٍ، ولكنَّه رَجلٌ ولد عشرةً مِنَ العرب، فتيامَن ستَّةٌ وتشاءم أربعةٌ...) الحديث، قال: وفي الباب عن ابن عبَّاسٍ: قلت: حديث ابن عبَّاسٍ وَفَرْوَة صحَّحهما الحاكم، وأخرج ابن أبي حاتمٍ في حديث فروة زيادة أنَّه قال: ((يا رسول الله إنَّ سبأ قَوْمٌ كَانَ لَهُمْ عِزٌّ فِي الْجَاهِلِيَّة وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَرْتَدُّوا فَأُقَاتِلَهُمْ، قَالَ: مَا أُمِرْتُ فِيهِمْ بِشَيْء، فَنزلت: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ} [سبأ:15] فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا سبأ؟)) فذكره. انتهى.
          وقال العلَّامة العينيُّ: قال مقاتلٌ: هي مكِّيَّة غيرَ آيةٍ واحدةٍ: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ} الآية [سبأ:6]. انتهى.
          قوله: (العَرِمِ: السَّدِّ)، قال القَسْطَلَّانيُّ: أي: في قوله: {فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ} [سبأ:16] هو السُّـَدُّ_بضمِّ السِّين وفتحها وتشديد الدَّال المهملتين _: الَّذي يحبس الماء بَنَتْه بلقيس، وذلك أنَّهم كانوا يقتتلون على ماء واديهم فأمرت به فسُدَّ.
          ولأبي ذَرٍّ عن المستملي والكُشْمِيْهَنيِّ: <سيل العرم: السَّدُّ> وله عن الحَمَويِّ: <الشَّديد> بشينٍ معجمةٍ بوزن عظيمٍ، والسَّيل(3): (ماءٌ أحمر أرسله في السَّدِّ) ولأبي ذَرٍّ: <أرسله الله في السَّدِّ> بفتح سين السَّدِّ فيهما في «اليونينيَّة». انتهى.
          وكتب الشَّيخ قُدِّسَ سِرُّهُ في «اللَّامع»: قوله: (ماءٌ أحمر...) إلى آخره، وهذا ليس بيانًا للسَّدِّ بل هو بيانٌ لما (أرسلنا) في قوله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ} [سبأ:16]، ثُمَّ التَّفاسير الثَّلاثة للعرم متقاربةٌ والاختلاف بينهما(4) غير كثيرٍ. انتهى.
          وفي «هامشه» في «تقرير المكِّيِّ» قوله: (سيل العرم) العرم: بمعنى الشِّدَّة والفسَاد، وقوله: (السَّدُّ) ليس تفسيرًا للعرم بل هو تمهيدٌ إلى القصَّة، وهو ما بيَّنه بقوله: (ماءٌ أحمر...) إلى آخره. انتهى.
          والتَّفاسير الثَّلاثة للعرم الَّتي أشار إليه الشَّيخ في كلامه هي الَّتي ذكرها الإمام البخاريُّ، الأوَّل بقوله: (العرم: السَّدُّ) والثَّاني بقوله: (العرم المسنَّاة) والثَّالث بقوله: (الوادي...) إلى آخر ما بسط في هامش «اللَّامع».


[1] في (المطبوع): ((بزيادتهما)).
[2] في (المطبوع): ((مسكنهم)).
[3] في (المطبوع): ((السيل)).
[4] في (المطبوع): ((بينها)).