الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب بركة صاع النبي ومدهم

          ░53▒ (باب: بركة صَاعِ النَّبيِّ صلعم...)
          إيراد المصنِّف هذه التَّرجمة عقب الَّتِي(1) قبلها يشعر بأنَّ البركة المذكورة في حديث المقدام مقيَّدة بما إذا وقع الكيل بمُدِّ النَّبيِّ صلعم وصاعه، ويُحتمل أن يتعدَّى ذلك إلى ما كان موافقًا لهما لا إلى ما يخالفهما. انتهى مِنَ «الفتح».
          قال القَسْطَلَّانيُّ: قوله: (يعني أهل المدينة) وهل يختصُّ بالمدِّ المخصوص أو بكل مد تعارفه أهل المدينة زاد أو نقص؟ وهو الظَّاهر لأنَّه أضافه إلى المدينة تارة وإلى أهلها أخرى، ولم يضفه ╕ إلى نفسه الزَّكيَّة فدلَّ على عموم الدَّعوة لا على خصوصها بمُدِّه ╕ (2).
          وقال أيضًا تحت قوله: (اللَّهمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي صَاعِهِمْ وَمُدِّهِمْ): وقد استجاب الله دعاء رسوله، وكثَّر ما يُكتال بهذا الكيل حتَّى يكفي منه ما لا يكفي مِنْ غيره في غير المدينة، ولقد شاهدت مِنْ ذلك ما يعجز عنه الوصف، وهو عَلم مِنْ أعلام نبوَّته صلعم، فينبغي أن يتَّخذ ذلك المكيال رجاء بركته(3)╕، والاستنان بأهل البلد الَّذين دعا لهم ╕. انتهى.


[1] قوله: ((عقب التي)) مكرر في (المطبوع).
[2] إرشاد الساري:4/55
[3] في (المطبوع): ((بركة دعوته)).