الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب بيع الخلط من التمر

          ░20▒ (باب: بيع الخِلط مِنَ التَّمر)
          الخِلط _بكسر المعجمة_: التَّمر المجتمع مِنَ الأنواع المتفرِّقة، و(الجَمع) _بفتح الجيم وسكون الميم_ فُسِّر بالخِلط، وقيل: هو كلُّ لون مِنَ النَّخيل لا يُعرف اسمُه، والغالب في مثل ذلك أن يكون رديئُه أكثرَ مِنْ جيِّده، وفائدة هذه التَّرجمة رفعُ توهُّم مَنْ يتوهَّم أنَّ مثل هذا لا يجوز بيعُه لاختلاط جيِّده برديئه، لأنَّ هذا الخَلط لا يقدح في البيع لأنَّه مميَّز(1) ظاهر فلا يُعَدُّ ذلك عيبًا، بخلاف ما لو خلط في أوعية يُرى جيِّدها ويخفى رديئها(2). انتهى مِنَ «الفتح».
          قلت: فكأنَّ هذه التَّرجمة بمنزلة الاستثناء مِنَ التَّرجمة السَّابقة وهي (باب: إذا بَيَّن البيِّعان...) إلى آخره، والمعنى أنَّ الخِلط إذا كان ظاهرًا بمرأًى مِنَ المشتري لا حاجة إلى بيان ما فيه مِنَ الجيِّد والرَّديء، ثمَّ لا تعلُّق لهذه التَّرجمة بالرِّبا، يعني بيع الصَّاع بالصَّاعين كما يوهمه كلام العينيِّ، فإنَّ ابتداء أبواب الرِّبا عندي مِنَ الباب الَّذِي بعد بابين.


[1] في (المطبوع): ((متميز)).
[2] فتح الباري:4/311