الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب شراء الإبل الهيم أو الأجرب

          ░36▒ (باب: شِراء الإبل الهِيم...) إلى آخره
          قال القَسْطَلَّانيُّ: الهِيم _بكسر الهاء_ جمع أهيم للمذكَّر، ويقال: للأُنثى هَيْمَى، وهي الإبل الَّتِي بها الهُيام، وهو داء يشبه الاستسقاء تشرب منه [فلا تروى] (1)(2). انتهى.
          وقالَ العَينيُّ: قيل: الهُيام يكون معه الجَرَب، وبهذا ترجم البخاريُّ: (شراء الإبل الهِيم والأجْرب) وفي «كتاب الإبل» للنَّضْر بن شُمَيْل: وأمَّا الهُيام فنحو الدُّوار جنونٌ يأخذ الإبل حتَّى تهلك(3). انتهى.
          وكتبَ الشَّيخ في «اللَّامع»: يعني بذلك أنَّ بيع المعيب جائز نافذ، ولو مِنْ غير إظهار العيب إلَّا أنَّ للمشتري خيارًا إذا اطَّلع على العيب. انتهى.
          وقال الحافظ: في الحديث جواز بيع الشَّيء المعيب إذا بيَّنه البائع، ورضي به المشتري سواءٌ بيَّنه البائع قبل العقد أو بعده، لكن إذا أخَّر بيانه عن العقد ثبت الخيار للمشتري. انتهى.
          وهكذا قالَ العَينيُّ وزاد: وليس مِنَ الغِشِّ، وأمَّا ابن عمر فرضي بالعيب والتزامه، فصحَّت الصَّفقة فيه(4). انتهى.
          قوله: (الهَائم المُخَالف...) إلى آخره، قال ابن التِّينِ: وليس الهائم واحد الهِيم، فانظر لمَ أدخل البخاريُّ هذا في تبويبه؟(5).
          وأجيب عن هذا بأنَّ البخاريَّ لمَّا رأى أنَّ الهِيم مِنَ الإبل كالَّذي قاله النَّضْر بن شُمَيْل وقد تقدَّم، شبَّهها بالرَّجل الهائم مِنَ العشق، فقال: (الهائم: المخالف...) إلى آخره، فكذلك الإبل الهِيم تخالف القصد في قيامها وقعودها ودورها مع الشَّمس كالحرباء. انتهى مِنَ العَينيِّ.
          وفي «الفيض»: أي: الَّذِي يخبط في مشيه، فهذا عيب. انتهى.
          وقال القَسْطَلَّانيُّ: قوله: (الهائم: المخالف) كأنَّه يريد أنَّ بها داء الجنون، وقال بعد نقل اعتراض ابن التِّينِ المتقدِّم: وأجاب في «المصابيح» بأنَّه لمَ لا يجوز أن يكون كبازلٍ وبُزْلٍ ثمَّ قُلبت ضمَّة هُيْمٍ لتصبح(6) الياء كما فُعل بجمع أبيض؟ انتهى.


[1] قوله: ((فلا تروى)) ليس في (المطبوع).
[2] إرشاد الساري:4/37 وما بين حاصرتين من الإرشاد
[3] عمدة القاري:11/217
[4] عمدة القاري:11/219
[5] فتح الباري:4/321
[6] في (المطبوع): ((لتصحَّ)).