الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب المرأة تطرح عن المصلى شيئًا من الأذى

          ░109▒ (بَابٌ): بالتنوين وتركه، وإن اقتصر العيني على التنوين، فجملة: (تطرح) خبر عن (المرأة) في قوله: (المَرْأَةِ تَطْرَحُ عَنِ المُصَلِّي شَيْئاً مِنَ الأَذَى): وعلى عدمه: فالجملة حال من المضاف إليه، أو مستأنفة استئنافاً بيانياً، و(من): بيانية، والأصل على التنوين: باب حكم المرأة تطرح عن المصلي شيئاً من الأذى، وهو القذر، ومع ذلك فلا يضر المصلي شيئاً.
          ولذا قال ابن بطال: هذه الترجمة قريبة من معنى الأبواب المتقدمة، وذلك أن المرأة إذا تناولت طرح شيء على ظهر المصلي من الأذى فإنها لا تقصد إلى أخذ ذلك من ورائه، بل تتناوله من أي جهات أمكنها تناوله وسهل عليها طرحه، فإن لم يكن هذا المعنى أشد من مرورها بين يديه فليس دونه. انتهى.
          وترجم المصنف على حديث هذا الباب في الطهارة قبل الغسل بقوله: بابٌ: إذا أُلقِى على ظهر المصلي قذراً وجيفة لم تفسد عليه صلاته، وتقدم توجيه ذلك وما فيه من الاختلاف بين الأئمة في ذلك الباب مستوفى، فراجعه.