الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب عقد الإزار على القفا في الصلاة

          ░3▒ (بَابُ عَقْدِ الإِزَارِ): أي: طلب عقده، وهو من إضافة المصدر إلى مفعوله بعد حذف فاعله (عَلَى القَفَا): بالقصر واللام في (الإزار)، و(القفا): عوض عن المضاف إليه؛ أي: عقد المصلي إزاره على قفاه، وهو مؤخر العنق من خلف، يذكر، ويؤنث، والجمع: قفي كعصي، وأقفاء كأرجاء، وقد يجمع على أقفية سماعاً. وقوله: (فِي الصَّلَاةِ): حال
          (وَقَالَ أَبُو حَازِمٍ): بالحاء المهملة والزاي:سلمة بن دينار، مما وصله المؤلف في الباب الثوب إذا ضيقاً (عَنْ سَهْلٍ): أي: <ابن سعد> كما للأصيلي، الساعدي آخر من مات من الصحابة بالمدينة سنة إحدى وتسعين، وكان اسمه حزناً فسماه رسول الله سهلاً
          (صَلَّوْا): بفتح اللام؛ أي: الصحابة (مَعَ النَّبِيِّ صلعم عَاقِدِي أُزْرِهِمْ): جمع عاقد، و(أزرهم) وللأصيلي: <عاقدوا>: على أنه خبر لمحذوف، والجملة حال أيضاً ومضاف إليه، وأُن أزُرهم _بضم الهمزة والزاي وتسكن ولا يتعين السكون وإن أوهمه كلام بعض الشراح_ جمع إزار، وهو الملحفة يذكر، ويؤنث، ويجمع في القلة على أزرةكأحمزة.
          وقوله: (عَلَى عَوَاتِقِهِمْ): متعلق بعاقدي، جمع عاتق، يذكر ويؤنث، وهو موضع الرداء من المنكب، وكانوا يفعلون ذلك؛ لأنهم لم تكن لهم سراويل فكان أحدهم يعقد إزاره في قفاه ليكون مستوراً إذا ركع وسجد، وهذه صفة أهل الصفة. ومطابقة هذا التعليق للترجمة ظاهرة.