الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب قول النبي: جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا

          ░56▒ (بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلعم: جُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِداً وَطَهُوراً): بفتح الطاء؛ أي: وأمته تبع له، فتجوز الصلاة في أي مكان منها إلا لعارض، وتقدم حديث جابر في أوائل التيمم على لفظ سعيد، وذكره ابن سنان، ولا تفاوت بينهما في المعنى.
          وفائدة إيراده هنا أيضاً: أنه أراد التنبيه على أن الكراهة فيما تقدم من الأبواب ليست للتحريم وقيل: التنبيه على أنها للتحريم، وعموم حديث جابر مخصوص بها، والأول: أولى؛ لأن الحديث سيق في مقام الامتنان، فلا ينبغي تخصيصه، فدخل في عمومه المقابر، والمرابض، والكنائس، ولا يرد المتنجس من الأرض؛ لأنه لعارض.