الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب الأسير أو الغريم يربط في المسجد

          ░75▒ (بَابُ الأَسِيْرِ): أي: حكم الأسير (أَوِ الغَرِيمِ): بـ(أو) التنويعية للأكثر، وعند ابن عساكر وابن السكن: <والغريم>: بواو العطف.
          وجملة: (يُرْبَطُ): بالبناء للمفعول (فِي المَسْجِدِ): حال من المضاف إليه، ويجوز جعلها مستأنفة استئنافاً بيانياً، وحقه تثنية ضمير:(يربط) على الروايتين؛ لأن (أو) التنويعية كالواو، ولعله أراد كلاً منهما أو المذكور.
          فلا حاجة لما قاله العيني:(يربط): جملة وقعت حالاً من كل واحد من (الأسير) و(الغريم) أنه بتقدير جملة أخرى للمعطوف عليه.
          ويجوز تنوين:(بابٌ)، فما بعده مبتدأ أو معطوف عليه، وجملة: (يُربط في المسجد): خبره على التأويل المار.
          وأما قول / القسطلاني: باب حكم الأسير أو الغريم حال كونه يربط في المسجد الإباحة، فلعله تقدير معنى لا إعراب، فتأمل.
          والأسير: من أسره: شده بالإسار، وهو القد؛ لأنهم كانوا يشدونه به، ثم سمي كل أخيذٍ أسيراً، وإن لم يشد به. والغريم: من عليه الدين، وهو المراد، وقد يطلق على من له الدين، وسيأتي: أن القاضي شريحاً كان يأمر بربط الغريم في سارية من سواري المسجد.