التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

{فإن خفتم فرجالًا أو ركبانًا فإذا أمنتم فاذكروا الله}

          ░44▒ (بَابُ {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا}[البقرة:239])
          قوله: (وَقَالَ ابْنُ جُبَيْرٍ: {كُرْسِيُّهُ}[البقرة:255]: عِلْمُهُ) قيل: الكرسي سرير مِن لؤلؤ بين يدي العرش أحاط بالسَّماوات والأرض مع سِعتهما وبسطهما، وما حكاه عن سعيد بن جبير أسنده عبد بن حُميد مِن حديث جعفر عنه، ورواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس، وسُمِّي العِلم كرسياً بمكانه الَّذي هو كرسي العالم، وقيل: وُسْع مُلكِه وقيل: إنَّه العرش، و{لَا يَؤودُهُ} لا يُثْقِله أدنى الثَّقلين، هذا أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عبَّاس وجماعة.
          قوله: ({فَبُهِتَ الَّذِيْ كَفَرَ}[البقرة:258]: ذَهَبَتْ حُجَّتُهُ) أي تحيَّر وانْقطع.
          قوله: ({خَاوِيَةٌ}[البقرة:259]) أي في قوله تعالى: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا}[البقرة:259] أي لا أنيس فيها، أي وهي قائمة على أبنيتها، ويُقال: خاوية ساقطة.
          قوله: ({عَلَى عُرُوشِهَا}[البقرة:259]: أبنيتها) أي سقطت ثمَّ انهدمت الحيطان عليها.
          قوله: ({كَيْفَ نُنْشِزُهَا}[البقرة:259]: نُخرجها) وقُرِئ بالزَّاي برفعها وقيل: يُحرِّكها.
          قوله: ({إِعْصَارٌ}[البقرة:266]: رِيحٌ عَاصِفٌ تَهُبُّ مِنَ الأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ، كَعَمُودٍ فِيهِ نَارٌ) قال الزَّجاج: قيل لها إعصار لأنَّها تلفُّ كالثَّوب إذا عُصِر، وهو مَثلٌ للمُرائي بعمله إذا كان يوم القيامة وجدَه محبطاً فيتحسَّر.
          قوله: (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {صَلْدًا}[البقرة:264]: لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ) أي مِن التُّراب الَّذي كان عليه، هذا أخرجه ابن أبي حاتم مِن حديث الضَّحَّاك عنه بلفظ: ((فتركه يابساً لا يُنْبِت شيئاً)).
          قوله: (وَقَالَ عِكْرِمَةُ: {وَابِلٌ}[البقرة:264]: مَطَرٌ شَدِيدٌ) أي عظيم مِقداره، وهذا أخرجه عبد بن حمُيد.
          قوله: (قاله النعاس (1) لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ) النُّعاس في العين، فإذا وصل إلى القلب كان نوماً.
          قوله: (السِّنَةُ: النُّعَاسٌ) هي نعسة خفيفة في العين مقدَّمة على النَّوم، والنَّوم غِشية ثقيلة تهجم على القلب والقِوى والعقل فتمنعه مِن معرفة الأشياء، وقيل: السِّنَة في الرَّأس والنُّعاس في العين والنُّوم في القلب، وهذا / تنزيه لذات الله تعالى عن صفات النُّقصان، لأنَّ السِّنَة والنَّوم مِن نعت الحيوان.
          قوله: {إِعْصَارٌ}[البقرة:266] سُمِّيت بذلك لأنَّها تلفُّ كالتفاف الثوب في القَصبة، لأنَّها كما قال في الأصل: ريح عاصف تهب مِن الأرْض إلى السماء كعمود فيه نار.
          قوله: {يَتَسَنَّهْ}[البقرة:259] يتغيَّر، يشير إلى قوله: {فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ}[البقرة:259] أي لم يتغيَّر، وكان طعامه التِّين والعنب، وكان شرابه العصير والماء، وإنَّما أفرد الضمير لأنَّ الطَّعام والشَّراب كالجنس الواحد.


[1] كذا في الأصل.