التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

سورة النور

          ░░░24▒▒▒ (سُورَةُ النُّورِ)
          قوله: (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {أَنْزَلْنَاهَا}[النور:1]: بَيَّنَّاهَا) هكذا في النُّسخ، وصوابه: {أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا}[النور:1]: بَيَّنَّاهَا) فبيَّناها تفسير (فَرَضْنَاهَا) لا تفسير لـ{أَنْزَلْنَاهَا}، ويدل عليها قوله بعد، ويُقال في فرضناها: أنزلنا فيها فرائض مختلفة، فدلَّ على أنَّه تفسير آخر. وتفسير ابن عباس أسندَه ابن المنذر مِن حديث مجاهد.
          قوله: ({مِنْ خِلاَلِهِ}[النور:43]: مِنْ بَيْنِ أَضْعَافِ السَّحَابِ) قال الزَّرْكَشي: (أَضْعَافِ) معجمة (1) ولهذا قال غيره: مِن بين السَّحاب.
          قوله: ({مُذْعِنِينَ}[النور:49]: يُقَالُ لِلْمُسْتَخْذِي مُذْعِنٌ) هو بخاء وذال معجمتين، قال الجوهري: استخذيتُ خضغتُ، وقد يُهمز. وقيل لأعرابي في مجلس أبي زيد: كيف تقول استخذأت؟ ليتعرَّف منه الهمز، قال: العرب لا تستخذئ، وهمزه. وقال ابْن فارس: أذعن: انقاد، وبناؤه ذعن، إلَّا أنَّ استعماله: ذاعن (2).
          قال الزَّجَّاج: الإذعان الإسْراع مع الطَّاعة، فمعنى مذعنين مسرعين، يُقال: أذعن لِحَقِّي. أي: طاوعني لما كنت ألتمس منه وصَار يسرع إليه.
          قوله: (وَقَالَ سَعْدُ بْنُ عِيَاضٍ الثُّمَالِيُّ (3): المِشْكَاةُ: الكُوَّةُ بِلِسَانِ الحَبَشَةِ) لعلَّه يريد أنَّ أصلها كلمة حبشية فاستعملها العرب فصارت معرَّبة، و(الكُوَّةُ) _بضم الكاف وفتحها_ الطاقة في الحائط. و(سَعْدُ بْنُ عِيَاضٍ) مكبَّرٌ تابعي مِن أصحاب ابن مسعود، قال ابن عبد البرِّ: حديثه مرسل ولا تصحُّ له صحبة. وذكره الحاكم في «مستدركه» عن ابن عباس ثمَّ قال: صحيح على شرطهما، وقاله عمر أيضاً. و(الكُوَّةُ) بفتح الكاف وضمِّها، قال الواحدي: وهي عند الجميع غير نافذة، وقيل: (المِشْكَاةُ) التي يُعلَّق فيها القنديل أو القائمة في وسط القنديل التي تدخل فيها الفَتيلة. قال أُبيُّ بن كعب: (المِشْكَاةُ) صدره، والمصباح: الإيمان والقرآن، والزُّجاجة: قلمه، والشَّجرة المباركة: الإخلاص.
          قوله: (وَقَالَ غَيْرُهُ: سُمِّيَ القُرْآنُ لِجَمَاعَةِ السُّوَرِ لِأَنَّهَا مَقْطُوعَةٌ مِنَ الأُخْرَى) وقيل: سُمِّيت السُّورة لشرفها وفضلها.
          قوله: ({أَوِ الطِّفْلِ (4) الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا}[النور:31]: لَمْ يَدْرُوا، لِمَا مِنْهُ بِهِمْ مِنَ الصِّغَرِ) هذا قول مجاهد، وقال يزيد بن أبي (5) حبيب: لم يبلغوا / الحُلم. وقول مجاهد أسندَه ابن أبي حاتم مِن حديث ابن أبي نَجيح عنه.


[1] في الأصل صورتها:((مفحمة)).
[2] كذا في الأصل, ولعلها:((أذعن)).
[3] في الأصل:((اليماني)).
[4] في الأصل:((والطفل)).
[5] قوله:((أبي)) ليس في الأصل.