التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

سورة إبراهيم

          ░░░14▒▒▒ (سُورَةُ إِبْرَاهِيمَ ◙ )
          قوله: (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {هَادٍ}[الرعد:7]: دَاعٍ) (1) أسندَه ابن أبي حاتم مِن حديث عليِّ بن أبي طلحة عنه.
          قوله: (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {صَدِيدٌ}[إبراهيم:16]: قَيْحٌ وَدَمٌ) أسندَه ابن المنذر مِن حديث ابن أبي نَجيح عنه، وأيضاً أسند مَا يأتي مِن بعد عنه.
          قوله: (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ}[إبراهيم:34] رَغِبْتُمْ إِلَيْهِ فِيهِ) قال النَّحاس: هذا قول حسنٌ يذهب إلى أنَّهم أعطوا ما لم يسألوه، قال: وذلك معروف في اللُّغة أن يُقال: امضِ إلى فلان فإنَّه يعطيك كلَّ ما سألت، وإن كان يعطيه غير ما سأل يشير إلى أنَّ (مِنْ) في الآية ليستْ للتبعيض، ثمَّ قيل: (مَا) زائدة على رأي الأخْفش، وقيل: موصولة، أي: مِن كلِّ الَّذي سألتموه، يعني: مِن كلِّ الأشياء الَّتي سألتم، وفي الآية قول آخر، وهو أنَّه لا مفهوم لهذا فلم ينفِ إتْيان ما لم يسألوه.
          قوله: ({وَلَا (2) خِلاَلَ}[إبراهيم:31]) مصدر (3) ويجوز أن يكون جمع خِلٍّ، كلاهما منقول عن النَّحْويين، والجمهور على أنَّه مصدر خاللته خِلالاً، وقال الأخْفش: هو جمع خُلَّة كبُرمة وبِرام وقُلَّة وقِلال.
          قوله: ({تَأَذَّنَ}[إبراهيم:7]) وآذن مثل توعَّد وأوعد.
          قوله: ({أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ}[إبراهيم:9]: هَذَا مَثَلٌ، كَفُّوا عَمَّا أُمِرُوا بِهِ) قال غيره: عضُّوا على أيديهم غيظًا بدليل قوله تعالى: {وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ}[آل عمران:119] وقال أبو عبيدة: تركوا ما أُمروا به فلم / يسلموا. ولا أعلم أحداً قال: ردَّ يده في فيه إذا أمسك عن الشيء. والمعنى ردُّوا أيديهم في أفواههم إذا عضُّوا عليها حنقاً وغيظاً. قال الشاعر:
يردُّون في فيه غيظ الحسود
          يعني أنَّهم يغيظون الحسود حتَّى يعضَّ على أصابعه العَشر، واعتباره قوله في مواضع أُخر: {وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ}[آل عمران:119]هكذا فسَّر هذا الحرف ابن مسعود. انتهى.
          قوله: ({مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ}[إبراهيم:16]) يريد أنَّ جهنَّم قدَّامه، هَذا قول أبي عبيدة وقُطْرُب أنَّه مِن الأضداد. وقال ابن عرفة: هذا غير محصل لأنَّ أماماً ضدَّ وراء، وإنَّما يصلح هذا في الأماكن والأوقات، يقول الرَّجل إذا وعد وعداً في رَجب لرمضان، ثمَّ قال: مِن ورائك شعبان، فيجوز وإن كان أمامه لأنَّه يخلفه إلى وقت وعدِه، ألا ترى إلى قوله تعالى: {وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ}[إبراهيم:17] أي: يدخل في العذاب، فيخلف ما دخل فيه وراءه، كذلك قوله تعالى: {وكَانَ وَرآءَهُم مَلِكٌ}[الكهف:79]، والملِك أمامهم، فجاز أن يقوله لأنَّه يكون أمامهم وطلبهم فهو مِن وراء مطلبهم، وإلى هذا ذهب الفرَّاء وثَعلب.
          وقال الأزْهري في قوله تعالى: {مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ}[إبراهيم:16]، معناه ما توارى عنك فاشتهر (4)، ومنه قول النابغة:
ولَيْسَ وَراءَ اللهِ للمَرْءِ مَذْهَبُ
          أي: بعد الله تعالى.
          قوله: ({اجْتُثَّتْ}[إبراهيم:26]: اسْتُؤْصِلَتْ) أي: قُطعَت جثَّتُها كلُّها بكمالها.
          قوله: ({يَبْغُونَهَا عِوَجًا}[إبراهيم:3]) أي: يلتمسون غير القَصد، والعِوج بالفتح: فيما كان مائلاً منتصباً كالعود ونحوه، وبكسر العين في الأرض والدِّين ونحوهما، قاله ابن السِّكْيت وابن فارس وغيرهما.


[1] في الأصل: وداع.
[2] في الأصل:((لا)).
[3] في الأصل:((بمصدر)).
[4] كذا صورتها في الأصل، ولعل الصواب: فاستتر.