التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

{لإيلاف قريش}

          ░░░106▒▒▒ (سُورَةُ: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ. إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ}[قريش:1-2].
          (قَالَ مُجَاهِدٌ: أَلِفُوا ذَلِكَ، فَلاَ يَشُقُّ عَلَيْهِمْ فِي الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ) قال في «السِّيرة»: إيلاف مصدر أَلِفْتُ الشيء وآلَفْتُهُ، فجعَلَهُ مِن الإلْفِ للشَّيء.
          قال السُّهيلي: وفيه تفسيرٌ آخَرُ ألْيَقُ بالمعنى لأنَّ السَّفَرَ قِطعةٌ مِن العذاب ولا تألَفُهُ النَّفْسُ وإنَّما تألَفُ الدَّعَةَ والكينونة مع الأهل.
          قال الهَرَوي: هي حِبالٌ _أي عهودٌ_ كانت بينهم وبين ملوك العَجَمِ فكان هاشم يؤالِفُ إلى مَلِكِ الشَّام، والْمُطَّلِبُ إلى كسرى، وعبدُ شمس ونوفلٌ يؤالف أحدُهما إلى ملِك مصرَ والآخَرُ إلى مَلِكِ الحبشة، قال: ومعنى يؤالف يعاهد ويصالِحُ أو نحوُ هذا، فيكون الفعلُ منه آلَفَ على وزن فاعَلَ، والمصدرُ إلافًا بغير ياء مثل قِتالًا.
          وقد قُرئ: {لِإِلَافِ قُرَيش}[قريش:1] بغير ياءٍ قرأها ابنُ عامر، ولو كان مِن آلَفْتُ الشيء / على وزن أفعلتُ إذا ألِفْتُهُ لم تكن هذه القراءةُ صحيحةً، وهي صحيحةٌ فَدَلَّ على صحَّةِ ما قاله الهَرَوي، وقد حكاه عمَّن تقدَّمَهُ.
          وقول مجاهد أخرجه ابن جرير مِن حديث ابن أبي نَجيح وإبراهيم بن المهاجر، عنه.