التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

سورة المؤمنين

          ░░░23▒▒▒ (سُورَةُ المُؤْمِنُونَ)
          قوله: (قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: {سَبْعَ طَرَائِقَ}[المؤمنون:17]: سَبْعَ سَمَوَاتٍ) كذا هو في تفسيره، كلُّ سماء طريقة، وسُمِّيَت بذلك لتطارقها، وهو أنَّ بعضها فوق بعض.
          (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ}[المؤمنون:36]: بَعِيدٌ بَعِيدٌ) فسَّر النَّحْويون (هَيْهَاتَ) بمعنى بَعُد، فلعلَّ البخاري أراد تفسير معنى، وما حكاه عن ابن عباس أسندَه ابن أبي حاتم مِن حديث عليٍّ عنه. ومَن وقف على {هَيْهَاتَ} وقف بالهاء.
          قوله: ({فَاسْأَلِ العَادِّينَ}[المؤمنون:113] أي: المَلاَئِكَةَ) هذا قول مجاهد أسنده عنه ابن أبي حاتم، وقال قتادة: هم الحاسبون.
          قوله: ({لَنَاكِبُونَ}[المؤمنون:74]: لَعَادِلُونَ) أسنده ابن أبي حاتم عن ابن عباس، وأسند عنه أيضاً قوله: ({كَالِحُونَ}[المؤمنون:104]: عَابِسُونَ) وقال ابن مسعود: الكالح الَّذي بدت أسنانه وتقلَّصت شفتاه كالرأس المكشوط بالنَّار.
          قوله: ({مِنْ سُلاَلَةٍ}[المؤمنون:12]: الوَلَدُ) أي: لأنَّه انسلَّ مِن أبيه وهو مثل البرادة، والنحاتة / لما يتساقط مِن الشَّيء بالبرد، والنَّحت، وقيل: لآدم سلالة، لأنَّه سلَّ مِن كلِّ تربة، وهو فعالة مِن السَّل، يأتي على التقليل كالنُّخامة (1) والقُلامة، أي: خلقنا الإنسان خلاصة مسلولة مِن الطِّين.
          قال الكِرْمَاني: إن قلتَ: كيف فسَّر البخاري السُّلالة بالولد والأمر بالعكس؟ وأجاب بأنَّ الولد ليس تفسيراً لها بل الولد مبتدأ وخبره السُّلالة يعني السُّلالة ما يسيل مِن الشَّيء كالولد والنُّطفة.


[1] في الأصل:((كالنحالة)).