التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

حديث: يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا

          4476- قوله: (وقَالَ لِي خَلِيفَةُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ...) إلى آخرِه، ذكر بعضهم أنَّ البخاري روى عن خليفة هذا مواضع مقروناً ومنفرداً، والغالب أنَّه إذا أفرده ذكره بصيغة: قال لي خليفة، فقيل: هو بمنزلة التَّحديث على رأي مَن يراه، وقيل: هو على سبيل المُذاكرة، وقال ابن طاهر: لم يروِ عنه إلَّا حديثاً واحداً في الدَّعوات.
          قوله: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلعم قَالَ: إِذَا قَالَ الإِمَامُ: {غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}[الفاتحة:7] فَقُولُوا آمِينَ) قُرئ في الشاذ: ▬غيرَ↨ _بالفتح_ حكاه ابن جرير.
          وفي (آمِينَ) خمس لغات، أفصحها وأشهرها المدُّ مع التَّخفيف، قال ابن درستويه: ولم يروه أحدٌ عن رسول الله صلعم إلَّا كذلك.
          قوله: (حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ) هو سعيد بن أبي عَروبة.
          قوله: (وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ) أي: بجميع اللُّغات، وقيل: باللُّغة التي كانت لآدم ◙ وهي السِّريانية.
          قوله: (فَاشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا (1) هَذَا) (يُرِيحَنَا) بالراء مِن الراحة، وقيل: بالزَّاي بمعنى يذهبنا ويبعدنا عن هذا المكان، وهو موقف العرض عند الفزع الأكبر.
          قوله: (فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ) أي: لستُ مِن رجال هذا الشأن، وجاء بالميم لأنَّ الخطاب للجميع.
          قوله: (وَيَذْكُرُ ذَنْبَهُ فَيَسْتَحِيي) بياءين، ويُروى ((فَيَسْتَحي)) بياء واحدة.
          قوله: (ائْتُوا نُوحًا، فَإِنَّهُ أَوَّلُ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ) يعني بالإنْذار وإهلاك قومه، وإلَّا فقد كان آدم نبياً رسولاً على الأصحِّ، وقال بعضهم: ليس برسول، وإنَّما كانت رسالته بمنزلة التَّربية والإرشاد للأولاد، أو المراد أنَّه أوَّل رسول بُعث بعد الطوفان، أو أنَّه خرج بقوله: (بَعَثَهُ اللَّهُ) إلى أهل الأرض، إذ (2) لم يكن لها حينئذ أهل.
          قوله: (ائْتُوا عِيسَى عَبْدَ اللَّهِ وَرَسُولَهُ، وَكَلِمَةَ اللَّهِ وَرُوحَهُ) كلمة الله لأنَّه وُجد بكلمة كن (3)، وروحه لقوله: {فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا}[التحريم:12] / أو لحصول الرُّوح فيمن أحيا مِن الموتى، وقال الزَّمخشري: كلمة الله لأنَّه وُجد مِن الله، وكلمته مِن غير واسطة أب ونُطفة، وروح الله لأنَّه ذو روح وُجد مِن غير جزء مِن ذي روح، كالنُّطفة المنفصلة مِن الأب الحيِّ، وإنَّما اختُرع اختراعاً مِن عند الله.
          قوله: (فأَسْتَأْذِنَ عَلَى رَبِّي، فَيُؤْذَنَ لِي) هو بالرَّفع والنَّصب، جاء في غير هذا الموضع: ((فأَسْتَأْذِنَ عَلَى رَبِّي في داره)) بزيادة داره، ومعناه: في داره الَّتي خلقها الله لعباده، كما يُقال: بيت الله للكعبة وللمساجد.
          قوله: (فَيَحُدُّ لِي حَدًّا) أي: يبيِّن لي قَدراً.
          قوله: (إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ القُرْآنُ) أي: مَن حكم القرآن بحبسه في النَّار، يعني: مَن ذُكر في القرآن أنَّه خالد في النَّار.


[1] في الأصل:((بكائنا)).
[2] في الأصل:((إذا)).
[3] صورتها في الأصل:((دين)).