التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

سورة براءة

          ░░░9▒▒▒ (سُورَةُ بَرَاءَةَ)
          قوله: ({الشُّقَّةُ}[التوبة:42]: السَّفَرُ) هذا أسنده ابن أبي حاتم عن ابن عباس، وقيل: الغاية التي يقصدها، قيل: هو السَّفر البعيد.
          قوله: (الخَبَالُ: الفَسَادُ، وَالخَبَالُ: المَوْتُ) كَذا لجميعهم، وصوابه: العَتَه: يعني الجنون.
          قوله: (وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ) مِن التَّخلل بينكم، أي: لأسرعوا في الدُّخول بينكم بالإفساد، والإيقاع: الإسراع، وخلال الشَّيء وسطه.
          قوله: ({وَلاَ تَفْتِنِّي}[التوبة:49]: ولاَ تُوَبِّخْنِي) يريد قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي}[التوبة:49] / نزلتْ في الجِدِّ بن قيس المنافق حين قال له ◙ : ((هل لك في جلاد بني الأصفر)) يعني الروم تتخذ منهم سراري ووصفاء؟ فقال: ائذن لي في القعود عنك ولا تفتني بذكر النِّساء، فقد علم قومي أنَّي مغرم بهنَّ وأخشى أن لا أصبر عنهنَّ. قال ابن عباس: اعتلَّ (1) جدُّ بن قيس بقوله: ولا تفتني، ولم يكن له علَّة إلَّا النِّفاق، قال تعالى: {أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا}[التوبة:49].
          قوله: ({يَجْمَحُونَ}[التوبة:57]: يُسْرِعُونَ) أي: لا يرد وجوههم شيء، ومنه: فرس جموح.
          قوله: ({عَدْنٍ}[التوبة:72]: خُلْدٍ) إلى آخره، يشير إلى قوله تعالى: {وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ}[التوبة:72] قال ابن عباس: يريد قصور الدُّرِّ والزَّبرجد والياقوت الأحمر يفوح طيبها مِن مسيرة خمسمائة عام في بساتين خلود وإقامة.
          قوله: ({الخَوَالِفُ}[التوبة:87]: الخَالِفُ الَّذِي خَلَفَنِي، فَقَعَدَ بَعْدِي، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ للنِّسَاءُ مِنَ الخَوَالِفَ، وَإِنْ كَانَ جَمْعَ الذُّكُورِ، فَإِنَّهُ لَمْ يُوجَدْ عَلَى تَقْدِيرِ جَمْعِهِ إِلَّا حَرْفَانِ: فَارِسٌ وَفَوَارِسُ وَهَالِكٌ وَهَوَالِكُ) وأشار البخاري بالخوالف إلى قوله تعالى: {رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ}[التوبة:87] يعني مع النِّساء اللَّاتي يُخلَّفن في البيت فلا يبرحنَ، جمع خالفة، وقيل: الخالف (2) الذي مِن الناس وسفلهم (3) ومَن لا خير فيه، يُقال: فلان خالف قومه إذا كان متخلِّفاً لا خير فيه.
          قال الزَّرْكشي: وما قاله البُخاري يوضِّحه قول أبي عبيدٍ في «غريب القرآن» يجوز أن يكون الخوالف هنا النِّساء ولا يكادون يَجمعون الرِّجال على تقدير فواعل غير أنَّهم قد قالوا: فارس والجمع فوارس وهالك وهوالك. قال ابن جذل الطَّعَّان:
فأيقنت أنِّي ثائر بابن (4) مكدم                     غَداة إذن أو هوالك في الهوالك
          وقال ابْن قتيبة: الخوالف يُقال النِّساء ويُقال: خِساس النَّاس وأدنياؤهم، يُقال: فلان خالفه قومه إذا كان دونهم والظَّاهر أنَّ الخوالف جمع خالف وهو المتخلِّف بعد القوم، والمراد به النساء والصبيان والرَّجال العاجزون فلذلك جاز جمعه للتَّغليب، وقال قتادة: الخالفون النِّساء وهو مردود لأجل الجمع، وقوله: إن لم يوجد على تقدير جمعه الأخريات، مستدرك لإهماله سابق وسوابق وناكس ونواكس ودَاجن ودواجن، ذكره ابن مالك.
          وفي «شرح اللُّمع» للأصفهاني: ومِن الأسماء غارب وغوارب وكاهل وكواهل وحاجة وحوائج وعائش وعوائش للدخان (5).
          قوله: (الشَّفَا: شَفِيرٌ، وَهُوَ حَدُّهُ) / سبق له في تفسير سورة آل عمران بغير هذا اللَّفظ.
          قوله: ({هَارٍ}[التوبة:109]: هَائِرٍ) يريد أنَّه مقلوب مثل: شاك في السَّلاح وشايك، وهذا أحد الأقوال فيه، وقيل: حُذف عينه اعتباطاً، أي: لغير موجب، وقيل: لا قلب فيه ولا حذف وهو أعدل الأقوال بسلامته مِن ادِّعاء القلب، والحذف الَّذين هما على خلاف الأصْل، ومعناه: ساقط.
          قوله: ({لَأَوَّاهٌ}[التوبة:114]) أي: كَثير التأوُّه مِن ذنوبه، وهو كناية عَن فرط خوفه ورقَّة قلبه، والحكيم الوقور الَّذي لا يستخفُّه الغضب، وقيل: الصَّبور على البلايا.


[1] صورتها في الأصل: له عل.
[2] في الأصل:((الخالف)).
[3] كذا في الأصل.
[4] في الأصل:((ابن)).
[5] في الأصل:((للدخان)) غير واضح.