التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

سورة {ألم نشرح}

          ░░░94▒▒▒ (سُورَةُ أَلَمْ نَشْرَحْ)
          قوله: (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ}[الشرح:2]: أَيْ الَّذِي كَانَ فِي الجَاهِلِيَّةِ) فهي صِفة لِلْوِزْرِ لا مُتعلقٌ بالوضع، وقولُ مجاهد هذا أخرجه ابنُ جَرير عن محمَّد بن عمرو، عن أبي عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نَجيح، عنه، قال: وفي قراءة (1) عبد الله فيما ذُكِرَ: ▬وَحَلَلْنَا عَنْكَ وِقْرَكَ↨.
          قوله: ({الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ}[الشرح:3]: أي أَثْقَلَ) أخرجه ابن جرير عن قتادة، وفي بعضها <أتقن> (2) بالنُّون أي أَحْكَمَ، ونقل عن الفَرَبْري أنَّهُ قال: الصَّوابُ ((أَثْقَلَ)) وأمَّا ((أَتْقَنَ)) فخطأٌ.
          قوله: ({فَإِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا}[الشرح:5] قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: أَيْ مَعَ ذَلِكَ العُسْرِ يُسْرًا آخَرَ) يُشير إلى ما قاله النُّحَاةُ أنَّ المعرِفَةَ الْمُعادَةَ هي الأُولى بعينها، والنَّكِرَةَ المعادَةَ غيرُهَا، فالعسر (3) واحد واليُسْرُ اثنان.
          قال الكِرْمَاني: فإن قلتَ: ما وَجْهُ تعليله بالأوَّل؟ قلتُ: إشعارُها بأنَّ للمؤمنين في مقابَلَةِ مشقَّتِهِم حسنتين: حُسن الظَّفر وحُسن الثواب، فإن قلتَ: ((لن يغلب عسرٌ يسرين)) هو أثرٌ أو حديث، وعلى التقديرين لا يصحُّ عطفُهُ على مَقول الله. قلتُ: عُطِفَ على قَولِ الله لا على مَقُولِ الله.
          قوله: (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {فَانْصَبْ}[الشرح:7]: فِي حَاجَتِكَ إِلَى رَبِّكَ) أي فرغتَ عن عبادتك فاجتهد في الدًّعاء في قضاء الحوائج، وما قاله مجاهدٌ أخرجه ابن جرير عن / محمَّد بن عمرو، عن أبي عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نَجيح بلفظ: ((إذا قمتَ إلى الصَّلاة فانصَبْ في حاجتك إلى ربك)). وفي رواية: ((إذا فرغتَ ممَّا فرَضَ الله عليك مِن الصَّلاة فاسأل الله وارغَبْ إليه وانصَبْ له)).
          وقال قتادة: أَمَرَهُ إذا فَرَغَ مِن صلاته أنْ يبالغَ في دعائه، وقال الحسن: إذا فرغتَ مِن جهاد عدوِّكَ (4) فاجتهدْ في الدِّعاء.
          قوله: (وَيُذْكَرُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}[الشرح:1]: شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلاَمِ) هذا رواه جُويبر عن الضَّحَّاك عنه.
          قال ابن الجوزي: وهو استفهام عَلى طريقِ التَّقرير، يدلُّ عليه أنَّهُ عطَفَ عليه بالماضي وهو قوله: {وَوَضَعْنَا} أي ألم نفتح قلبك بالإيمان والنبوَّةِ. وصرَّح به الزَّجَّاج فقال: {أَلَمْ نَشْرَحْ} أي شرحناه.


[1] في(الأصل) صورتها:((قوله)).
[2] صورتها في(الأصل):((أنفس)).
[3] في(الأصل):((بالعسر)).
[4] صورتها في(الأصل):((محدوك)).