التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

سورة الممتحنة

          ░░░60▒▒▒ (سُورَةُ الْمُمْتَحِنَةِ)
          بكسر الحاء أي المختَبِرَةِ، أُضيف القولُ إِليها مجازًا كما سُمِّيت سورةُ براءة الفاضحةَ لِمَا كشفت مِن عيوب المنافقين.
          قال السُّهيلِيُّ في «التعريف والإعلام»: ومَن قالَ الممتحَنة _بفتح الحاء_ أضافها إلى المرأة الَّتي نزل فيها {فَامْتَحِنُوهُنَّ}[الممتحنة:10]، وهي (1) أمُّ كلثوم بنت عقبة بن أبي مُعيط، وهي امرأة عبدِ الرَّحمن بن عوف.
          وقال مقاتل: / الممتحنة اسمها سُبَيْعَة بنت الحارث الأسْلمية، وكانت تحت صَيْفيِّ بن الرَّاهب، وكذا ذكره ابنُ عبَّاٍس في تفسيره.
          وقال ابن عسكر: كانت أمُّ كلثوم تحت عمرو بن العاص، قال: ورُوِيَ أنَّ الآية نزلت في أميمة بنت بِشر مِن بني عمرو بن عوف، وكانت تحت حسان بن الدَّحداحة ففرَّتْ (2) منه وهو حينئذ كافرٌ فتزوَّجها سهل بن حُنيف.
          قوله: (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا}[يونس:85]: لاَ تُعَذِّبْنَا بِأَيْدِيهِمْ، فَيَقُولُونَ: لَوْ كَانَ هَؤُلاَءِ عَلَى الحَقِّ مَا أَصَابَهُمْ هَذَا) هذا رواه عبدُ بن حُميد، عن شَبَابَةَ، عن وَرقاء، عن ابن أبي نَجيحٍ، عنه. ورواه الحاكم مِن طريق آدم بن أبي إياس، عن ورقاء، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهد، عن ابن عبَّاسٍ، ثمَّ قال: على (3) شرط مسلم.
          قوله: ({بِعِصَمِ الكَوَافِرِ}[الممتحنة:10]) أي في قوله تعالى: {وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الكَوَافِرِ}[الممتحنة:10] جَمْعُ العِصمة وهو ما يُعتَصَمُ به مِن عِفَّةٍ ونَسَبٍ.
          قوله: (أُمِرَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلعم بِفِرَاقِ نِسَائِهِمْ اللَّاتي كُنَّ كَوَافِرَ بِمَكَّةَ) هذا أخرجه ابنُ أبي حاتم عن حَجَّاج، عن شَبَابَةَ، عن ورقاء، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهد. والمراد بالكوافرِ الوثنياتُ.
          وقال ابن عسكر: نزلت الآية في امْرأةٍ لعمر بن الخطَّاب كانت كافرةً فطلَّقَها فتزوَّجَها معاويةُ بن صخر، واسمها قريبة ابنة أبي أميِّة بن المغيرةِ، وعند مقاتل: تزوَّجَها أبو سفيان.


[1] في(الأصل):((وهم)).
[2] في(الأصل) تحتمل:((نفرت)).
[3] في(الأصل):((عن)).