التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

الواقعة

          ░░░56▒▒▒ (سُورَةُ الوَاقِعَةِ)
          وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {رُجَّتْ}[الواقعة:4]: زُلْزِلَتْ) يريد اضطربَتْ وتحركَتْ.
          قوله: ({بُسَّتْ}[الواقعة:5]: فُتَّتْ) (1) رَواه غيره عن مجاهد كما يُبَسُّ السَّويقُ، ومعنى بُسَّتْ وَلُتَّتْ واحدٌ، ومعنى بَسَسْتُهُ جعلتُ فيه ماءً قليلًا وطرَّيتُه (2) بالَّلتِّ.
          قوله: ({عُرُبًا}[الواقعة:37]: مُثَقَّلَةً) بتشديد القاف كأنَّهُ يريد أنَّها ليستْ مخفَّفَةً أي ساكنةَ الرَّاء، وإنَّما هي بضمِّها وإلَّا فقد تقدَّم في باب صِفة الجنَّة أنَّ العُرُبَ المحبَّبَاتُ إلى أزْواجِهِنَّ، وذَكَرَهُ هنا أيضًا، وأسنده عبدُ بن حُميد عن شَبَابَةَ، عَن ورقاء، عن ابْن أبي نَجيحٍ، وكَذا ذكره عَن عكرمةَ.
          وقال الحسَنُ والرَّبيع بن أنس: المتعشِّقَاتُ إِلى أزواجهنَّ، وقال تميم بْن حَذْلَم (3) صاحبُ ابن مسعود: العَرِبَةُ الحَسَنَةُ التَّبَعُّلِ، وقال ابن جبير: يشتهينَ أزواجهنَّ.
          ({رَوْحٌ}[يوسف:87]: جَنَّةٌ وَرَخَاءٌ) تقدَّمَ هذا في صفة الجنَّةِ عن مجاهدٍ.
          قوله: (والرَّيْحَانُ الرِّزْقُ) وقيل الرِّيحانُ المشمومُ.
          قوله: (العَرِبَةَ) وَ(الغَنِجَةَ) / وَ(الشَّكِلَةَ) كُلُّهُ بفتحِ أوَّلِهِ وكسرِ ثانيهِ.
          قوله: ({مَوْضُونَةٍ}[الواقعة:15]: مَنْسُوجَةٍ، وَمِنْهُ: وَضِينُ النَّاقَةِ) قال الجَوهري: الوَضينُ الهَودَجُ بمنزلة البِطانِ للقَتَبِ والحِزامِ للسَّرْجِ، وهما كالنِّسعِ إلَّا أنَّهما مِنَ السُّيورِ إذا نُسِجَ نِساجَةً بعضُهُ على بعضٍ متضاعفًا.
          قوله: ({مُتْرَفِينَ}[الواقعة:45]: مُتَمَتِّعِينَ) يُريدُ: بالحَرَامِ، ويروَى: ((مُمَتَّعِين)).
          قوله: (وَالقِيُّ القَفْرُ) (4) هو بكسر قاف القِيِّ، وكذلك القوُّ بفتح القاف وكسرها، يشير إلى قوله تعالى: {مَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ}[الواقعة:73] أي منفعةً وبُلْغةً للمسافرين، والمقوِي النَّازِلُ في الأرضِ القِيِّ، وهي القَفْرُ الخاليةُ البعيدةُ مِن العمران، يُقال: أقْوَتِ الدَّارُ إذا خلَتْ مِن سُكَّانِها. والمعنى أنَّه ينتفعَ بها أهلُ البوادي والأسفارِ؛ فإنَّ منفعتهم بها أكثرُ مِن منفعة المقيم (5).
          قوله: ({الهِيمُ}[الواقعة:55]: الإِبِلُ الظِّمَاءُ) يشير إلى قوله تعالى: {فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ}[الواقعة:55]، أي يشربون الحَميمَ إطفاءً للعَطش كما تشربُ الإبل الهيمُ، وهو جمعُ أهْيَم، وهو الذي أصابهُ الهيام، وهو داءٌ يأخذُ الإبلَ مِن العطشِ ولا تزالُ تشربُ حتَّى تهلَكَ.
          قوله: ({بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ}[الواقعة:75]: بِمُحْكَمِ القُرْآنِ، وَيُقَالُ: بِمَسْقِطِ النُّجُومِ إِذَا سَقَطْنَ، وَمَوَاقِعُ وَمَوْقِعٌ وَاحِدٌ) يشير إلى قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ}[الواقعة:75]، يُقال للقرآن نجومٌ لأنَّهُ نزلَ نجْمًا نجْمًا، قال في «الكشَّاف»: أي بأوقاتِ وقوعِ القرآنِ، أي أوقاتِ نزولِهِ.
          فإنْ قلتَ قوله: (مَوَاقِعُ وَمَوْقِعٌ (6) وَاحِدٌ) مَا مرادُهُ بذلك، والأوَّل جمع والثَّاني مُفرد؟ قلتُ: غرضُهُ أنَّ مفادَهُما واحد لأنَّ الجمع المُضافَ والمفردَ المضافَ كليهِما عامَّانِ بِلا تفاوُتٍ على الصَّحيحِ، أو لأنَّ إضافتَهُ إلى الجَمعِ مستلزمةٌ تعدُّدَهُ، كما يُقالُ: قلبُ الرِّجال والمرادُ قلوبهم.
          وتفسير مواقعِ النجومِ بمُحْكَمِ القرآنِ رواه عبدُ بن حُميدٍ عن ابنِ عبَّاسٍ يريدُ أنَّ القرآن أُنزِلَ إلى سماء الدنيا نجومًا. وقال: ويُقال بمُسقط النجوم، رواه عبدٌ أيضًا عن مجاهدٍ. عن (7) الحسنِ: مواقعُها انْكدارها وانتثارُها يومَ القيامةِ، وفي لفظٍ: ((بمغايِبها)) (8)، وقيل: بمطالعها ومغاربها.
          و{مَوَاقِعِ} و{مَوْقِعِ} قِراءتان، قرأ حمزة والكِسائيُّ وخلف: {بِمَوقِعِ} على الواحد، والباقون {بِمَوَاقِعِ} على الجمع وهو الاختيارُ، قاله ابن الملَقِّن في «شرحه».


[1] في(الأصل) صورتها:((فتتت)).
[2] في(الأصل):((وتريته)).
[3] في(الأصل):((حرام)).
[4] في(الأصل):((العق)).
[5] صورتها في(الأصل):((القيمة)) بلا نقط؟؟؟.
[6] في(الأصل):((موقع ومواقع)).
[7] كذا في(الأصل):((عن)) ولعل الصواب:((وعن))؟؟؟.
[8] في(الأصل):((بمغاريبها)).